موضة جديدة تتسرب ببطء بين أزقة عادات وتقاليد المجتمع الجزائري المحافظ على مظاهر الحياة خلال شهر رمضان الفضيل ، حيث يحب افراد العائلة الواحدة التشارك في اعداد مائدة الإفطار لتفوح رائحة أشهى وأزكى الأطباق في جميع أركان البيت ، فالرجال يكلفون بجلب المواد والمستلزمات من الأسواق لإعدادها والنسوة تجتمعن في المطبخ لتحضير ما لذ وطاب والعجن لتقديمها في تلك اللمة الاسرية التي كلها روحانية ومحبة ، ولكن مؤخرا أصبحت العديد من العائلات تفضل الإفطار خارج البيت وتتجه نحو عدد من المطاعم الخاصة التي تفتح أبوابها أمام الزبائن لاستقبالهم خلال فترات الإفطار والسهرة وحتى السحور بأسعار خيالية ، وهذا كله من أجل نشر صور ومقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإبراز الرفاهية الوهمية بعيدا عن الروحانية العقائدية .
فبالنسبة لمسيري تلك المطاعم فهم بدورهم أطلقوا منذ أسبوع قبل اليوم الأول من شهر رمضان حملات ممولة عبر منصات التواصل الاجتماعي في مقدمتها الفيسبوك والانستغرام والتيك توك للترويج لحملة "غير عادتك وجرب تفطر خارج دارك "، والتي قاموا من خلالها بتقديم أهم العروض الخاصة بوجبات الإفطار والمتكونة من : الحساء (حريحة او شوربة ) ، مقبلات (بوراك ، بريك ، بسطيلة ) ، سلطة (مشكلة ، سلطة مشوية ، سلطة الأرز ) ، طبق رئيسي (طاجين زيتون ، حلو ، محمر ، مفور ، جلبانة ، سفيرية..الخ) فهذا العرض الذي يكون فيه مكونات الطبق الرئيسي تعتمد على اللحوم البيضاء والحمراء فمبلغ هذه الوجبة الكاملة يتراوح ما بين الـ 2500 الى 5000 دج للفرد الواحد أما بخصوص الوجبات المتكونة من أطباق سمك فسعر العرض يتراوح ما بين الـ 5000 دج الى 10000 دج ، إضافة للتحلية (فلون أو كريم كرامال برولي ، محلبي ...غيرها )
أما السهرة والتي تتكون وجبتها في اغلب العروض من كمية لا تتجاوز الـ 100 غ من الشامية وكأس شاي فسعرها يتجاوز الـ 800 دج ، وبالنسبة لمن يفضل شرب كأس قهوة (نسبريسيو أو كبوتشينو) مع قطعة تشيزكايك فتصل الى سعر الـ 1200 دج .
وبخصوص السحور والذي وجدناه حاضرا في قوائم الإفطار الخاصة بالمطاعم السورية والتركية المنتشرة عبر أحياء مدينة وهران فالسحور الأرخص لا يقل عن الـ 1500 دج والأغلى ثمنا يتجاوز الـ 2500 دج حسب طلب الزبون والعروض المتاحة.