صور حية لمظاهر التضامن والتآزر في شهر الصيام تعكس مدى القدرة على العطاء والسعي إلى جني ثمرة العتق من النار ونيل الفضل العظيم وضبط ركن الصيام في بوصلة القبول والفوز بجائزة رمضان .
شباب وجامعيون اختاروا باب الصدقة لكسب رضا الله وشقوا طريق التطوع نحو مطاعم الرحمة لإعداد مائدة عابري السبيل و المحتاجين و علّقوا حياتهم العادية والاستمتاع بها إلى ما بعد عيد الفطر المبارك في سبيل الظفر بأجر صدقة رمضان ومد يد العون لمن هم في أمس الحاجة لالتفاتة و من نوع خاص في شهر الرحمة والمغفرة .
من الخيمة العملاقة فضل هؤلاء الشباب هذه المرة المشاركة بجهدهم وأفكارهم وتواصلهم مع ناس الخير بالتنسيق مع الجمعيات لتجسيد العمل التطوعي ومسح دمعة الفئات الهشة المحرومة من روح اللمّة وخلق جو عائلي يليق بمقام المجتمع الجزائري المعروف بتضامنه المستمر في المناسبات الدينية والكوارث الطبيعية .
ببصمة الكرم والجود وبروح التضامن الاجتماعي نصبت خيمة الفخر والاعتزار في فضاء مفتوح على الهواء ، خيمة تحضن كل من يقصدها وترحب بكل عابر اختارها ليحط الرحال على أرضها وقت الإفطار وتلغي كل الحواجز والفوارق ، ولا تؤمن إلا بالإطعام الجماعي الذي يكسبها جزاء غير محدود وثواب يحسد عليه كل من أغفل وضيّع فرصة جني ثمرة التوبة في هذه المناسبة الدينية .
بطريقة مغايرة وبنكهة يفوح منها عطر التكافل زينت خيمة الإفطار بألوان الباهية وهران جمعت بين شيم وخصال سكانها وبين الدعم المتدفق من المحسنين فاسطفت الموائد واستعدت لاستقبال ضيوفها وتهيأت لتقديم أشهى وأطيب ما لديها من أطباق تقليدية منها وعصرية في مزيج متجانس .
يوميات غير عادية لشباب غير عاديين ينبع منهم العزم والحيوية لا يعرفون النوم والكسل ، يستغلون أوقاتهم في الأعمال النافعة ويسخّرون طاقتهم في خدمة الآخرين وإعانتهم ، يبدؤون يومهم في التحضير والطهي والتنظيف بدون كلّل أو ملّل وبدون مقابل بنية الأجر العظيم وفقط.
هو مؤشر ايجابي يعكس مدى وعي هذا جيل وتمسكه بالعمل الجماعي وترسيخه في المجتمع وتلقينه وغرسه في نفوس الأخيرين ،ومد أواصر التعاون المشترك لتكون مدرسة يستلهم منها الصائم مظاهر التكافل ، على اعتبار أن هذه المظاهر ما هي سوى مدرسة للتطوع والعمل الخيري .