تسجل الدراما المصرية خلال هذا الموسم مشاركة محتشمة ضمن السباق الرمضاني العربي، وتظهر بشكل باهت جدا خال من الجودة والإبداع والاحترافية العالية من ناحية السيناريو وتصوير المشاهد، وهو تراجُع غير مسبوق، وحضور مغاير لم يألفه المشاهد العربي من قبل، هذا الأخير الذي تعوّد على مسلسلات مصرية قوية وأعمال فنية عالية المستوى جعلتها على مدار سنوات مُنافسا قويا للدراما السورية واللبنانية والخليجية، لكن يبدو أنها رفعت الراية البيضاء هذه المرة، وتراجعت خطوة إلى الوراء، لتتخلى عن عرشها للبقية، مكتفية بالجلوس في المقاعد الاحتياطية، تتحسر على حالها وعلى مجدها الذي يبدو أنه رحل برحيل نجومها وعمالقتها الذين وافتهم المنية خلال السنوات الأخيرة، خصوصا أن أكبر عدد من الفنانين غيبهم الموت خلال أزمة كورونا، في حين أُصيب البعض بأمراض مزمنة أودت بحياتهم، وآخرون رحلوا فجأة دون سابق إنذار، ورغم تعدد الأسباب والعوامل إلا أن النتيجة واحدة ومؤلمة جدا بالنسبة للدراما المصرية.وهي رحيل صناع المتعة الدرامية ونجومها وعمالقتها، وكل من ساهموا في تشييد هرم الدراما المصرية العتيد اليذي يحاول الجيل الجديد الحافظ عليه من الإنهيار في ظل ما نشهده من تطور تكنولوجي خاصة مع ظهور الذكاء الإصطناعي وتغير متطلبات وأذواق المشاهد العربي .
وخلال هذا الموسم، ظهرت أعمال قليلة جدا تعد على الأصابع، وأغلبها من نوع الأكشن والإثارة والغموض، منها مسلسل" العتاولة" الذي يسلط الضوء على الانتقام والطمع والقتل والغيرة وغيرها، وهو من بطولة أحمد السقا وطارق لطفي ومي كساب، وهناك أيضا مسلسل" بيت الرفاعي" للنجم أمير كرارة، وهو عالج ظاهرة المتاجرة بالآثار، دون أن ننسى مسلسل" المعلم" الذي تدور أحداثه في إطار شعبي داخل سوق السمك، وهو من بطولة الفنان مصطفى شعبان وأحمد بدير، وضمن أعمال الإثارة والتشويق نجد مسلسل " محارب"، لحسن الرداد و" حق عرب" للفنان أحمد العوضي، ومسلسل " صدفة" للنجمة ريهام حجاج، ومن بين الأعمال ذات الطابع الإجتماعي نذكر مسلسل " صلة الرحم" من بطولة الممثل إياد نصر، و" صيد العقارب" للفنانة غادة بعد الرزاق، مسلسل" قلع البحر" للممثل محمد رياض، و"جرى الوحوش" للمخرج عبد العزيز حشاد، وبطولة نضال الشافعي .
