فسحة أخرى من فسحات الجمال

استعراضات "المطرق" تنشط سهرات رمضان

رمضانيات
لسهرات رمضان نكهة أخرى فيها من الفسحة والجمال ما ينعش الصدر ويمتع العين، مشاهد جميلة ترتسم في بعض المساحات العامة فيها من الفرجة ما يجعل المارة يتوقفون ويغيرون وجهتهم للبقاء وسط أحداث رائعة تلك التي تصنعها استعراضات رياضة "المطرق" التقليدية التي تعود الى الواجهة كواحدة من التقاليد والعادات التي تعودنا أن نراها في سهرات رمضان في ساحة أول نوفمبر وفي الأحياء الشعبية وسط جماهير هذه اللعبة الرائدة. لسنا بصدد الحديث عن اللعبة نفسها كنوع قديم من أنواع الرياضات التي لها لاعبيها ومدربيها وأندية، ومكانتها كرياضة، بل نتطرق للعبة العصا كظاهرة اجتماعية ارتبطت بليالي الصيام، وان كانت بالنسبة لمشايخ "المطرق" مقابلات واستعراضات عادية في اطار برنامجهم المسطر خلال رمضان، لكنها بالنسبة للمواطن العادي محطة للفرجة تزين السهرة الرمضانية وتضفي عليها الحركة والنشاط، فلازالت تلك المشاهد لمنازلات لعبة "المطرق" تشد انتباه واهتمام المواطنين بساحة أول نوفمبر بوسط المدينة، حيث يتوسط الساحة لاعبان يحمل كل واحد منهما عصى يتبارز بها مع خصمه كمبارزة السيف، يلتف حولهم المشجعين وسط هتافات الاعجاب والتشجيع في اجواء مفعمة بالحيوية والنشاط. والأجمل ما في هذه اللعبة هو أنها تجمع كل الأعمار من شيوخ وكهول وشباب وأطفال، من هواة الى مشايخ متمرسين يعرفون جيدا أصول اللعبة وقواعدها، ويتفننون في مداعبة العصا وإصابة الهدف بفنيات راقية وأسلوب خاص بعيد كل البعد عن أساليب العنف في لقطات مبهرة. وان كانت استعراضات رياضة العصي متواجدة في أغلب الولايات تحيا بها سهرات رمضان خاصة الولايات الغربية إلا أن ممارستها خارج المركبات والملاعب الرياضية بوهران أعطتها شعبية وأصبح الكثير من السكان يسأل عن برنامج الأندية والفرق لمتابعتها والاستمتاع بصوت "المطرق" وفنيات اللعبة العريقة. وعلمنا من مشايخ هذه اللعبة أن برنامج التدريب والمنازلات قائم طيلة أيام السنة لكنه يحمل خصوصية في رمضان كون اللقاءات تكون مباشرة بعد صلاة التراويح وعلى مرأى الجمهور، لا لشيء إلا لغياب المساحات المغلقة المخصص للتدريب فتصبح الساحات العمومية والمساحات الواسعة وسط الأحياء خاصة الشعبية منها ملجأ عشاق هذه اللعبة من محترفين وهواة طيلة ليالي رمضان. ومن جهة، يمكن القول أن السهرات الرمضانية لا تقتصر على الجلوس في المقاهي مع الأصحاب أو زيارة الأقارب أو البقاء في الحي، بل هي أيضا فرصة لممارسة الرياضة ومتابعة المقابلات الفردية والجماعية والحصول على كثير من المتعة وفي نفس الوقت تشجيع الشباب وإعطائهم شحنة ايجابية للمواصة

يرجى كتابة : تعليقك