تحتفل العائلات الجزائرية بليلة النصف من رمضان، شكرا لله وتبركا بالليالي العظيمة وبانقضاء نصف أيام الصيام، ولم تكن هذه الليلة تمر دون أن تضع فيها ربة البيت لمسة خاصة على مائدة الإفطار فيشعر الصائمون من أفراد العائلة أنها ليلة مميزة ذات خصوصية وذلك من خلال الأطباق التقليدية التي تختلف في نوعها من منطقة إلى أخرى وتشترك في كونها أصل الأكل الجزائري العريق.
من مظاهر الاحتفال بليلة النصف من رمضان في المطبخ الوهراني وبعض الولايات الغربية تحضير طبق "الرقاق"، وتقديمه كطبق رئيسي عند الإفطار، ويكون ذلك في نهار اليوم الرابع عشرة من رمضان، وإن كانت هذه العادة اندترث وتلاشت في أغلب البيوت ولكن لا يزال عدد قليل من الأمهات يحتفضن بهذه الخصوصية ويحيونها كعادة متوارثة من الجدات في ليلة النصف من رمضان وليلة 27 منه،
كان طبق "الرقاق" يحضر في البيت، ورغم بساطة مكوناته كان من الأطباق التقليدية الراقية التي كانت ربة البيت تكرم بها الضيوف، أما في رمضان فتعجن الأمهات "الرقاق" صباحا بالسميد والماء ويبدأن في فرد العجينة الى رقائق سميكة وطهيه على طاجن تقليدي وفي دقائق تكون الرقاقة جاهزة.
بالموازاة يتم تحضير المرق الذي يسقى به عجين الرقاق بعد طهيه، وغالبا ما يتكون من الحمص واللحم والخضار، ويتم التحضير لهذه المناسبة بالتسوق صباحا واقتناء مستلزمات الوجبة خاصة بالنسبة للخضار الضرورية لمرق "الرقاق" والمتمثلة في اللفت والقرعة،
وفي السنوات الأخيرة أصبح "الرقاق" يباع جاهزا في الأسواق، بعدما كانت ربات البيوت اللائي لا يجدن تحضيره طلبه من النسوة من جارات وأقارب متخصصات في عجن "الرقاق" مع اقتراب المناسبة وبيعه حسب الطلب، أما اليوم فتوسعت العروض التي تروج لها صاحبات المشاريع المتخصصة في تحضير وبيع المعجنات والمملحات عبر وسائل التواصل الإجتماعي، ولكن يبقى حضور هذا الطبق التقليدي العريق محتشما في موائد الإفطار ومثله طبق الشخشوخة في الشرق الجزائري الذي يجمعهما اختلاف بسيط.