يقع مسجد الغاسول العتيق بأعلى القصر العتيق، ويعتبر أحد أقدم المعالم والشواهد الدالة على العراقة بولاية البيض ،فالمارون لا يجدون صعوبة في رؤيته بصومعته الشامخة. لكونه يقع على هضبة تطل على الوادي والبساتين المجاورة للقصر القديم، مؤكدا صموده على مدار قرون مضت، ذلك أن الكثير من المراجع التاريخية ،أكدت أنه بني في القرن الثالث عشر ميلادي توازيا مع بناء القصر والحاجة إلى مسجد يجمع المسلمين لإقامة شعائرهم الدينية وفي مقدمتها الصلاة،. والمسجد ما يزال شامخا ومعلما تاريخيا بارزا يقصده المصلون المقيمون
و ضيوف المدينة تبركا وبحثا عن السكينة والطمأنينة، اذ تقام فيه الصلوات الخمس ،وصلاة الجمعة أيضا،وسابقا كانت مكانا لتدارس أمور السكان، وقد روعي في بنائه طبيعة المنطقة،حيث اعتمد على الجحر
والطين والانسجام مع الأشكال الهندسية الإسلامية، وحتى اختيار الأرضية ليس صدفة، بل كان على حس حضاري وإدراك لمخاطر التغيرات المناخية، فكل قطرة من الأمطار تسقط، تصرف إلى الأسفل بالواد، والبساتين المجاورة ،ما يحول دون تصدعه، وحتى القصر القديم الذي يحيط به تؤدي معظم شوارعه إلى المسجد الذي يتوسط القصر في أعلى الهضبة.الملاحظ أن المباني المجاورة تعرضت للتغيير بفعل الزمن، بعد أن هجرها السكان للاستقرار في المدينة الجديدة بينما المسجد العتيق بقي صامدا يأبى الزوال، مع دعوات من الطبقة المثقفة والسكان إلى تصنيفه تراثا وطنيا محميا لقيمته التاريخية.