ازدحام شـديـد وحركة كـثيفة تشهدها مدينة مغنية منذ اليوم الأول من هذا الشهر الفضيل، وسوق لالة مغنية العـتـيـق بوسط المدينة أكثر الأسواق التي تشهد حركة متزايدة من المواطنين، ورغم ما شهده السوق في الأيام التي سبقت شهر الصيام من إقـبال كبير، خاصة في النصف الأخير من شهر شعـبان استعدادا وتحضيرا لاستقـبال الشهر الكريم، إلا أن نفس المشهد ظل متكررا في الأيام الأولى من هذا الشهر الفضيل.
سوق لالة مغنية تـجـد فـيـه جميع السلع للتسوق كل ما تحتاجه من سلع مواد غـذائية خضر وفـواكه، لحوم بنوعيها ومشتقاتها، خبز المطلوع لمغنية أواني منزلية وللزينة ملابس ومطاعم ومقاهي، وخصوصا هـذا السوق معـروف بالتوابل ذات النكهة الرائعة، حيث يقصده المواطنون عـددا هائلا من العائلات من مختلف ربوع الوطن وحتى المغتربين التي تستهـوي الطلب على التوابل، حيث يـعـد الإقـبال على توابل مغنية ملفـتا للانتباه على خلاف مناطق أخرى من الوطن، نظرا لاهتمام السكان المحليين بضرورة تواجد هذا المكون في معظم أطباقهم الرمضانية، حيث يأخذ المشتري وقـتا طويلا لاقتناء ما يحتاجه من التوابل نظرا للعدد الكبير للمشترين المترددين على هذه المحلات رغـم كثرتها مشكلة ديكورا يخاله الزائر كثبانا متعددة الألوان غـنية بالعطور، ومزيّـنة بمختلف النباتات العطرية تفنن تجارها في تزيينها بطريقة فنية تثير الزبائن القادمين من ولايات مختلفة، وفي استطلاعـنا لعدد من باعة التوابل محليا حول متوسط كمية التوابل ذكر بعضهم أن ما يعادل قـيمة 5000 دج من التوابل المتنوعة يقتنيها زبائنهم وفي أحيان كثيرة حسبهم لا تكفي الكمية مدة استخدام لأسبوع واحد أو اثنين على الأكثر.
ويعـد رأس "الحانوت" كما يعـرف لدى العائلات والذي يحتوي على مكونات عديدة من أكثر التوابل استخداما ، إذ يـتراوح معـدّل الكمية التي يتم شراؤها كما صرح بعض الباعة ما بين 500 غـرام إلى 1كـيلوغرام في أحيان كثيرة ويقدر حسبهم سعـر 100 غـرام بــ 100 دج، هـذا بالإضافة كما أشار المتحدّث إلى الكمون الأخضر، الفلفل الأسود، الكركم، الرند، فلفل أحمر حار، القرفة، وهي تستخدم في طبخ العديد من الأطباق المختلفة على غرار "الحـريـرة" التي لاتخلو من مائدة الإفطار للعائلات ، وكـذا "طاجـيـن حـلـو"...وغـيرها، وتعـد هذه المكونات جد ضرورية لاستخدامها في الأطباق المختلفة في شهر رمضان، وحسبما أوضحت إحدى الزبونات التقتها "الجمهورية" اعتبرت أن التوابل من المكونات جـدّ الضرورية والتي لا تكاد تخلو منها أطباق المائدة الرمضانية للعائلات.وحسب بعض المؤرّخين في مدينة مغنية أن إنشاء سوق لالة مغنية العـتـيـق بوسط المدينة يعود إلى العهد الروماني وفي سنة 1836م أثناء الاستعمار الفرنسي تم إقامة ثكنة عسكرية على أنقاض ما تركه الرومان مع بعض الترميمات وحفر الخنادق، و تم تغيير الاسم "نوميروس سيروروم" (الثقـيلة على اللسان) إلى لالة مغنية حيث كانت قـبة المرأة الصالحة قرب الثكنة وكان ذلك سنة 1844م، وفي الفـترة ما بين 1836 إلى 1923 التحق بعض التجار بالمدينة سنة 1861 ، وفي سنة 1866 عرفـت المديـنـة تـوافــد المعـمّرين على المدينة لأجل التجارة الرابحة، حيث كان سوق لالـة مغنية من أكـبر الأسواق في الناحـية الوهرانية بفعل موقع مغنية الجغرافي. ولا يزال يعرف نشاطا و حركية دؤوبة إلى يومنا .
