موضة "البوكس والطلب اونلاين "....ربات البيوت يفضلن الحلويات الجاهزة على مشقة تحضيرها

موضة "البوكس والطلب اونلاين "....ربات البيوت يفضلن الحلويات الجاهزة على مشقة تحضيرها
رمضانيات
جرت العادة مع حلول العشر الأواخر لرمضان الكريم واقتراب انقضاء شهر الصيام تعرج ربات البيوت نحو محلات بيع مستلزمات الحلويات لتحضير مختلف الأصناف والالوان والاشكال والأذواق كفأل خير على عائلتها وكطريقة مثلى لاستقبال أول يوم من شهر شوال في أجواء حارة يغلب عليها تبادل التهاني والتبريكات . فمنذ القدم كانت ربة البيت تخصص الأسبوع الأخير من رمضان لخبز وطهي ما لذ وطاب من الحلوى التقليدية منها والعصرية ، و المصنوعة من اللوز والمكسرات ، أو أنواع أخرى التي لا تأبى مفارقة مائدة عيد الفطر المبارك ، فتجدها تسهر وتحرص على تحضير كل الأصناف التي تضفي بنّة خاصة على جلسة الأحباب والأقارب والجيران. فقد تعود المجتمع الجزائري على رصد ميزانية خاصة بحلوى العيد بشكل يضمن له تغطية مصاريف العملية وبطريقة تمكن العائلة من الاحتفال بالمناسبة وفق الظروف والأجواء الروحانية وتعودت الأسرة وبالأخص ربة البيت على صنع كميات معتبرة من الحلوى التي يفضلها أفرادها ، دون أن تنسى تخصيص حصة لجيرانها وعائلتها عملا بضوابط العرف المتفق عليه الذي لا يخرج عن تبادل الأطباق خلال تبادل تهاني العيد . كل هذا معروف و مدّون في الموروث الشعبي الثقافي والاجتماعي المتجدّر في أعماق تاريخ المجتمع الجزائري ، وكل هذه العادات لا يمكن تجاهلها ، أو حتى إسقاطها من ذاكرة العائلات الجزائرية حتى وإن كانت مثل هذه المبادرات تكلف رب العائلة خسائر ومصاريف هو في غنى عنها ، لكن الجديد هذه والاستثنائي الذي كان لفترة قصيرة فقط محصورا في فئة قليلة تكاد تعد على الأصابع ، أصبح اليوم ينزح تدريجيا نحو قاعدة لا تحمل التغيير والتعديل وقد تعمم على باقي العائلات التي كانت في وقت مضى ترفض الحلويات الجاهزة . و ما يميز عيد الفطر المبارك ومنذ السنوات ال10 الأخيرة إقبال ربات البيوت على محلات بيع الحلويات وعزوفهن عن تجسيد الموروث الشعبي الذي يدعو إلى الاستعداد التام لإحياء مناسبة العيد ، من باب ضيق الوقت وعدم قدرتهن على التوفيق بين الواجبات المنزلية ومائدة رمضان والتحضير للعيد ، فبدأت تنحل تلك الطقوس وتتجه نحو الزوال بظهور أنامل وأيادٍ ذهبية متخصصة في فن الحلويات لها الكفاءة والإبداع التام لتقديم باقة متنوعة من الحلوى . وما شجع من توسع دائرة اقتناء الحلويات الجاهزة غلاء المستلزمات وتعمد ربات البيوت الخروج عن تقليد تبادل الأطباق والاكتفاء بجلسة محدودة الأفراد في زمن السرعة والعولمة ومع الوقت تمخض عن هذا الميول ميلاد حرفيات يتكفلن بإعداد وطهي كل ما تحتاجه و تختاره ربة البيت بأسعار متباينة انطلاقا من النوع والكمية المطلوبة. والجدير بالتنويه والأكثر من ذلك فقد تفرع فن صنع الحلويات إلى عدة فروع وأقسام بهيمنة الفضاء الازرق والتجارة الالكترونية على السوق الوطنية في المناسبات الدينية والوطنية إلى أن برزت موضة "البوكس والطلب اونلان" بشكل ملفت للانتباه في رمضان 2023 ونالت رواجا كبيرا لدى ربات البيوت . وما رفع من وتيرة الإقبال والتهافت ، الطريقة الجميلة التي تفننت فيها تلك الأنامل لتسويق منتجاتها باستعمال علب مزينة بورود وأشكال تستهوي كل محب للابتكار والإبداع تتسع ل 20 حبة بمعدل 5 حبات من كل صنف بأسعار تتفاوت بين 2500و 5000 دج حسب نوع الحلوى ومكوناتها ، أما إذا فضلت الزبونة بوكس عادي من 9 حبات كالصابلي والأنواع الأخرى غير المكلفة فسعر الطلب لا يتعدى هنا 1000 دج ولها حرية الاختيار ، وربما كل ماهو حاضر ومقدس اليوم سيدرج في خانة رمضان زمان في المستقبل القريب .

يرجى كتابة : تعليقك