تعتبر زاوية مولاي الطيب بولاية سعيدة من بين الزوايا المحلية التي أعطت الكثير للعلم والدين، بحيث تخرج على يد مشايخها العديد من الأئمة والفقهاء, زيادة على أنها مركز عبور لعابري السبيل وتشهد إحدى قاعاتها الخاصة بتحفيظ القرآن، إقبالا كبيرا من التلاميذ والطلاب من مختلف المراحل الدراسية. وقد تم بناؤها في نهاية القرن التاسع عشر بفضل مبادرة من أبنائها والمحسنين عن طريق الهبات والمساعدات، بهدف التكوين في مجال الفقه الإسلامي وجعلها همزة وصل بين الشمال والجنوب, كما كانت نقطة التقاء وتجمع المجاهدين إبان الثورة التحريرية. وتداول على زاوية مولاي الطيب 6 "مقاديم" من بينهم با حاج(سنة 1927)، ولد الصديق، يحيى، ميلود خنفوسي، الكبير، الحاج علي زراري والعلامة الحاج أحمد حدو الذي وافته المنية شهر أوت 2009 عن عمر يناهز 89 سنة بعد مسيرة عطاء حافلة قضاها في تدريس القرآن والدين, ليتولى أمر الزاوية من بعده الشيخ وزاني علي، الذي يشهد له أحد المقربين إليه الأستاذ ز.مختار، مختص في علم الاجتماع، بأنه مواظب على صلاة الصبح بالمسجد العتيق منذ 1948. ويشير تقرير الجمعية الثقافية لمولاي الطيب إلى أنه تم تنظيم بسعيدة سنة ،1907 أول لقاء جهوي (وعدة مولاي الطيب) لتتوسع منه فكرة إقامة الوعدة السنوية على مستوى جميع الزوايا بالغرب الجزائري. وجاءت الجمعية الثقافية لمولاي الطيب التي تعد أول جمعية ثقافية على مستوى التراب الوطني لتتحصل على الاعتماد بعد الاستقلال لتشرف على الزاوية وتسيرها, وهي معروفة على المستوى الوطني بفرقتها الفلكلورية ومعارض أزيائها التقليدية وتأطيرها لوعدة مولاي الطيب, علما أن أول فرقة فلكلورية تأسست سنة 1967 بقيادة محمودي عبد الكريم في إطار التبادلات الثقافية والمهرجانات الوطنية، حيث حصلت على عدة جوائز جهوية ووطنية، ولا تزال إلى يومنا هذا تمارس نشاطها على درب أسلافنا الأمجاد.