رمضان زمان.. القطران والبخور..

رمضانيات
في زاوية أخرى من زوايا الذاكرة الجماعية لنفحات رمضان زمان، تستوقفنا الذكريات عند احتفلات العائلات الجزائرية بليلة القدر العظيمة، احياءها كان عبر الأزمنة محطة هامة ومقدسة ولا يزال من أهم شعائر المسلميسن في رمضان، وبعيدا عن الأجواء الروحانية، كبرت أجيال العقود الثلاثة السالفة على بعض العادات والسلوكات المتوارثة والتي توحي بدورها إلى قداسة تلك الليلة في مظهر آخر من مظاهر الفرحة برمضان. كانت الأمهات والجدات تتحضرن لهذه الليلة، والبداية طبعا بالمطبخ حيث يتم تحضير طبق الرقاق ليكون الطبق الرئيسي على مائدة الإفطار، وغالبا ما كان رب الأسرة يذبح دجاجة أو ديكا خصصيا لهذه المناسبة، وقبل ذلك تخرج ربات البيت لشراء بعض المستلزمات التي لا غنى عنها في تلك الليلة والمتمثلة في "القطران" والبخور وعود القماري، معتقدات لا نعلم صحتها تلزم الأمهات على وضع القطران تحت قدم أفراد العائلة وفي أيدي الصغار، واشعال البخور وعود القماري لتعم البيت الروائح الطيبة، والمغزى هو أنه في ليلة القدر المباركة تُفك الشياطن التي كانت مصفدة طيلة رمضان ولطردها من البيث وابعادها عن سكانه توضع الروائح المنفرة لها مثل القطران والبخور. وبالمقابل يقضي الكبار ليال بيضاء في الدعاء التهجد وحلقات الذكر بعد ختم صلاة التراويح، كنا نستشعر ونحن أطفال قداسة تلك الليلة ونلتزم الهدوء والانضباط في حضرتها، نتمعن الحركة غير العادية للأمهات والآباء وأجواء الفرحة والبهجة في اتمام أيام الصيام بفضل من الله، وكأننا كنا نودع رمضان فرحين بالعيد.. فتلك كانت آخر محطات رمضان

يرجى كتابة : تعليقك