يُعد المسجد العتيق بوسط مدينة المشرية أرشيف للذاكرة الثقافية والدينية للمدينة والولاية ككل بحكم قدمه وموقعه الاستراتيجي ،وتعود فكرة تشييده حسب الأستاذ مقدم إلى عام 1889 وذلك وفق المخطط المعماري المؤرخ في 20 جوان 1889 ، حيث يمثل المسجد القطعة الأرضية رقم 115. و كان يتكون من قاعة للصلاة و أخرى للوضوء و ثالثة لتغسيل الموتى. أما صومعته فتنتصب على ارتفاع 18.50 م بدرج حلزوني مكون من74 درجة من الحجر المنحوت. و تقول الرواية الشفوية أنها بنيت من قبل بناء إيطالي( وهي غير ثابتة في رأينا ) ، و بتمويل من السيد الحاج أحمد ولد المبخوت و المكنى ( بالمفتي ) و كان من أتباع الطريقة الدرقاوية و هو شقيق الحاج الحبيب ولد المبخوت قائد عرش أولاد منصورة و يعتبر الحاج أحمد وفق هذه الرواية أول إمام للجامع و قد توفي عام 1918 وهو والد زين العابدين كاتب عام الجمعية الدينية للجامع و التي تأسست في جانفي 1945 و اعتمدت في 26 مارس 1945 و أول رئيس بلدية للمدينة بعد الاستقلال .
شهد الجامع العتيق تغييرات عديدة ومن بينها التجديد الذي وقع في شهر أفريل من عام 1937و كانت كلفته 12000 فرنك فرنسي . وكانت السلطات الاستعمارية هي التي تقوم بتعيين إمام الجامع و المؤذن وقد ظل المسجد العتيق بالمشرية منطلقا لكل نشاطات العلمية والدينية والثقافية.وقد عرف المسجد العتيق صولات وجولات لمشاهير المشايخ من داخل وخارج الجزائر.
*إقبال كبير للمصلّين خلال التروايح لشهرة الأئمة والمُقرئين
و من الأئمة الذين تعاقبوا على الجامع العتيق بعد المرحوم الحاج أحمد مبخوت( 1902 ) المشايخ الآتية أسماؤهم :ــ معاشو عبد الله من معسكر (1902-1910) ثم المرحوم المدني ولد العربي(1910-1922) تم بعده المرحوم خدة المنور من ولاية سعيدة ( 1922-1939) تم تلاه المرحوم مغراوي عبد الرحمن بن محمد( 1939-1940 ) ثم المرحوم ــ الطيبي بن سليمان( 1944-1963) -ـ المرحوم ـ محمدي مولاي العربي( 1963-1971) - المرحوم ــ مكي أمحمد ولد الطاهر ( من أعلام المدينة وعلمائها لازم العتيق أزيد من 40 سنة .توفي في فبراير 2020في حادث مرور ببلدية مكمن بن عمار .كما التحق المرحوم برينكان محمد بالمسجد كمؤذن من 1972 إلى 1990 تاريخ وفاته رحمة الله عليه.وأخيرا المجاهد المرحوم قاضي الحاج دريس من مواليد 1920 مكث كمؤذن بالعتيق مدة 57 سنة كاملة .توفي في 1994 ودفن بالمشرية .
هذا ويعرف المسجد العتيق إقبالا منقطع النظير على صلوات التراويح قد يتجاوز الإقبال على صلاة الجمعة في غير رمضان لشهرة الأئمة والمقرئين به ونظرا لميزات منها قوة الحفظ و جمال الصوت أو التحكم في أحكام الترتيل وعادة ما نجد بالعتيق مقرئين من عدة ولايات كمعسكر وسيدي بلعباس.