المتجول في حديقة باستور بوسط مدينة معسكر يقف على الفضاء الأخضر المتنوع الذي جمع بين نباتات "الواشنطونيا" ذات الأصل الكاليفورني والمكسيكي،و"غازانيا" القادمة من جنوب افريقيا،و"ستيركوليا" من الهند وسريلانكا و"الأوكالبتوس" من أستراليا ليغوص في تاريخها المتجدر عبر الأزمنة والأمكنة . على مساحة 3 هكتارات أُنشِئت الحديقة في سنة 1935وصنفت سنة 2011 رسميًا كحديقة عمومية تشرف على تسييرها محافظة الغابات فتصبح حينها جوهرة المدينة يقصدها سكانها والوافدين إليها من الولايات المجاورة ، أمام ما تقدمه من لوحة طبيعية خلابة تحمل أصناف نباتية عديدة متواجدة عبر العالم . لم يدم هذا البريق طويلا ولم يظل المكان يستقطب السياح بسبب ما ألت إليه من اهتراء وإهمال ما دفع وزيرة البيئة والطاقات المتجددة السابقة فاطمة الزهراء زرواطي خلال زيارة عمل لولاية معسكر في شهر اوت من سنة 2019 لرصد غلاف مالي بقيمة 400 مليون دينار لإعادة تهيئتها وفتحها مجددا . و بعد أكثر من ثلاث سنوات لم ير المشروع النور إلى شهر جوان من سنة 2020 أين قام والي معسكر السابق عبد الخالق صيوده بمعاينة الحديقة والوقوف على حالة التدهور ، ووعد على أثرها باتخاذ جملة من الإجراءات التي تعيد للمساحة الخضراء رمزيتها و وقدم توجيهات إلى المجلس الشعبي البلدي و مؤسسة جمع النفايات المنزلية لتنظيم دوريات مكثفة لتنظيف المكان وفي الأول من شهر فبراير الماضي ترأس والي معسكر الحالي عمر روابحي اجتماعا لتقييم التدابير الخاصة باستغلال الحديقة العمومية وتم اقتراح تكليف الوكالة الوطنية لتنمية السياحة لإعداد دراسة إعادة التهيئة ومنه الحفاظ على هذه المساحة الخضراء الهامة لتستعيد المدينة جوهرتها الخضراء .