تحويسة : مركب الفروسية عنتر بن شداد بوهران

تحويسة :  مركب الفروسية عنتر بن شداد بوهران
صيفيات
لا يمكننا أن نختزل في ركن "تحويسة" متعة التفرج على مركز الفروسية عنتر بن شداد بوهران من المسار السياحي الذي نحدده ونحن نستعد لقضاء العطلة السنوية مع العائلة، وأن لا نحجز مكانا بالمنتزه، و نأخذ صورا تذكارية، ولا يمكننا أن نتجاهل صهيل الخيل التي ترحب بزوارها وتستقبلهم بالخيب في مضمار السباق أثناء التدريب وكأنها تحاول أن تلفت انتباه كل من يزور المركب لأول مرة. الطريق إلى المركز ليس صعبا ولا معقدا بالنسبة للوافدين من الولايات المجاورة ولا يتطلب رسما بيانيا وتوجيهيا للوصول إليه مادام محاطا بمرفقين معروفين لدى الجميع، أولهما المطار الدولي احمد بن بلة المتواجد في الرصيف المقابل والمنطقة الصناعية السانيا التي لا تبعده كثيرا عنه، تجده يحرص على مدار أيام الأسبوع باستثناء يوم الأحد فتح أبوابه أمام كل هاوٍ أو مولع بركوب الخيل ، أو مندفع نحو الجمال حتى يتقاسم معهم الفرجة على استعراض رياضي شيّق. فبمجرد أن تتجاوز المدخل الرئيسي للمركب الرياضي عنتر بن شداد يشدك الفضول ويدفعك للهرولة والرفع من سرعة عدادك لتكتشف المكان الذي يتمسّك بالفروسية لا غير، اعترافا منه بأنها من أقدم واعرق الرياضات في العالم . و دون تفكير ولا تردد تجد قدميك تدفعك إلى الأمام بعد ما تركت الباب الحديدي المفتوح على مصراعيه خلفك ، فيتوجه نظرك صوب ما يعرضه المركب من خدمات وما يقدمه من عروض ، وتطلق صفارة انطلاق السباق وهذه المرة بشكل خاص من أجل الاستكشاف والاستجمام بما يجود به المكان لأنك بكل بساطة أمام عرض مسرحي بطله فرس أصيل . في فضاء مفتوح وبالجهة اليمنى يتواجد مطعما هيأ شرفته بالطابق الأول خصيصا للعائلات للاستمتاع بالمنظر الطبيعي الجميل ومتابعة ورشات التدريب والمسابقات، وغير بعيد عن ذات المرفق يقابلك مضمار السباق المحاط بألواح خشبية هي بمثابة حواجز تفصل بين ما تحتضنه ساحة اللعب والفضاء الخارجي الذي لا يخلو من المتفرجين منذ اللحظة الأولى التي تدب فيه الحركة إلى غاية انتهاء النشاط . وبالجهة الخلفية تصطف إسطبلات 50 فرسا تباينت ألوانهم من الأبيض والأسود والبني والأحمر، كل واحد له جاذبية خاصة وقصة مع صاحبه يحتفظ بها، وقد يكشف عنها من خلال تلك الحركات التي تعبر عن حزنه أو فرحه أو حتى هدوءه لا يفهمها إلا قائدها أو فارسها الذي له قدرة التواصل معها، وبين هذا وذاك يسعد المهر بصحبة الأطفال الذين يتسابقون من أجل ركوبه و التجوال معه تطبيقا ل "علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل" .

يرجى كتابة : تعليقك