تسجل حرفة الاسكافي كنشاط تقليدي عودة ملحوظة بمدن ولاية البيض، بعد أن عرفت ركودا كبيرا خلال العشرية الماضية، وانحصارها في فئة قليلة كانت تمارسها من لقمة العيش وسط الشوارع في كثير من الأحيان.
ويلاحظ المتجول في بلديات الولاية خاصة بكبرى مدنها كالبيض، بوقطب،الأبيض سيد الشيخ، تضاعف الورشات المخصصة لهذا النشاط واعتمادها بالدرجة الأولى على الشباب، مما يضفي عليها طابع الخصوصية، لاسيما وأن أغلبهم كانوا إلى فترات غير بعيدة يتهربون من هذه الحرفة إلى أخرى أكثر عصرنة.
ورغم أن عدد الإسكافيين المهيكلين بالولاية لا يتعدى حسب مصادرنا 100 إسكافي، فإن البقية يتهربون من التصريح بنشاطهم مفضلين العمل بطريقة غير منظمة، دون التسجيل بالغرفة للحصول على بطاقة الحرفي أو التسجيل بالقيد التجاري، ويطالب هؤلاء الحرفيون ببعض التسهيلات لممارسة نشاطهم حتى يضمنوا استمراريته، وجعله يتداول بين الفئات البطالة العديمة المستوى من جهة، وإعادة بعثه كنشاط تقليدي عريق يمكن عصرنته من جهة أخرى، سيما وأن مدينة البيض كانت قبل عشريتين من الزمن مشهورة بأروقة خاصة من خلال الإبداعات التي كان يقدمها الإسكافيون في هذه الحرفة.
وفي هذا السياق يؤكد أحدهم أن مهنة الاسكافي لا تتوقف عند التصليح والترقيع، بل تتعداها إلى صنع أحذية والتفنن فيها حسب الطلب والنماذج، ومن هذه الخاصة، فإن أغلب الإسكافيين الممارسين بالمدن بدأوا يعتمدون في نشاطهم على آلات حديثة، مما روّج لجودة سلعهم في أوساط الزبائن وأعاد الانتعاش إلى مهنتهم التي كانت على وشك الاندثار بالمنطقة، ولم يخف العديد من أصحاب هذه الورشات وأغلبهم من الشباب عن أملهم المستقبلي في توسيع النشاط إلى وحدات إنتاج مصغرة ، بالاعتماد على الفرص الجديدة التي منحت للشباب الراغبين في الاستثمار في كل القطاعات وأكثرها أهمية الصناعة التقليدية.