الذكرى ال 26 لاغتيال 11 معلمة ومعلما بعين ادن ( سفيزف ) تحلّ الأربعاء.

الذكرى ال 26 لاغتيال 11 معلمة ومعلما بعين ادن ( سفيزف ) تحلّ الأربعاء.
الذاكرة
تحل الأربعاء الذكرى ال 26 لاغتيال 11 معلمة ومعلما ببلدية عين ادن دائرة سفيزف ولاية سيدي بلعباس حدث ذلك في 27 سبتمبر من سنة 1997 . يوم مشؤوم لازال يحتفظ فيه سكانهذه المنطقة كلها بذكريات أليمةعن تلك المجزرة الرهيبة التي لن يمحها تقادم السنين لبشاعتها وهولها , كيف لا وقد خلّفت مقتل فتى و فتيات في عمر الزهور على يد جماعة ارهابية كان يقودها الدموي المعروف ب " الذيب الجيعان " يقبع اليوم بين القضبان , ذنبهم الوحيد أنهم يحملون رسالة نبيلة , أصروا على رفع التحدي في تلك الفترة العويصة , وواصلوا قطع الطريق بين سفيزف وعين ادن ذهابا وإيابا لأجل تعليم وتكوين النشء الصاعد ليس الا ,رغم التحذيرات والتهديدات. هذا وبعد أن كنّا في مقالات سابقة نقلنا شهادات عدد ممن عايشوا هذه المجزرة الشنيعة بينهم دار السبع أحمد وسعدوني قادة سائقا مركبتي "كلونداستين" اللتين كانتا تقلاّن المعلمات والمعلم و كذا رئيس البلدية عبد القادر مغراوي بسفيزف ثم بومعيزة لخضر رئيس الدائرة آنذاك , ها نحن اليوم نسجل شهادة شخص اخر الا وهي السيدة خديجة جرّور واحدة من بين النساء الثلاث اللائي تطوعن لغسل وتكفين الميتات ال 11 . تقول السيدة خديجة مناضلة متطوعة معروفة بعملها الخيري, موظفة متقاعدة بالقطاع الصحي وهي من عائلة ثورية بسفيزف: صدمت لما أبلغني عبد القادر مغراوي رئيس البلدية بحادثة اغتيال المعلمات في ذلك اليومالمشهود بعد العصر ولم أصدق الخبر في البداية لكون أنّ عددهم بدا لي كبيرا وقد طلب مني أن أهيّئ نفسي للذهاب الى المستشفى الجامعي حساني عبد القادر وعند حلول العاشرة والنصف ليلا اقتنينا قماش الأكفان والعطر والحنّة من عند التّاجرالحاج روان والتقيت هناك مع السيدة تونسي من مصطفى بن براهيم والسيدة حمداد مامة من سفيزف توفيتا قبل سنوات رحمهما الله, ثم توجهنا الى المستشفى الجامعي رفقة عبد القادر مغراوي على متن سيارة من نوع " دايو " في ظروف صعبة جدا ووسط مخاوف كبيرة وعند مدخل مدينة سيدي بلعباس وجدنا واد مويلح قد ارتفع منسوب مياهه نتيجة الفياضانات فلم نستطع العبور واستنجدنا بأفراد الجيش الذين ساعدونا في المرور وعند وصولنا الى المستشفى تكفلنا نحن الثلاثة بتغسيلهن وتكفينهن بعد اخراج جثاميهنن من غرف مصلحة حفظ الجثث. لقد وقفت وأنا ألج مصلحة الجثث للمستشفى الجامعي حساني عبد القادر على مشهد مرعب , 11 فتاة مذبوحة من الوريد الى الوريد, ذبحهن الدمويون بطريقة وحشية كما تذبح الأرانب وقد استدعى الأمر الاستعانة بالممرض حميدة لخضر الذي قام بخياطة أجزاء أعناقهن لأن الفتحات كانت عميقة الى درجة أن الرأس كاد ينفصل عن باقي الجسم وذلك حتى نتمكن من غسلهن غسلا كاملا وفق ما تقتضيه السّنّة ثم شرعنا في غسلهن بعد اخراجهن من غرف التبريد , وقبل ذلك سارعت الى جمع أغراض كنّ يخفيهن تحت اللباس في صدورهن من خواتم وأقراط وأساور ... حتى لا يستولي عليها الارهابيون أثناء وقوع الحادثة ثم سلمتها لذويهن داخل أغلفة . بدأنا في العملية: السيدة تونسي والسيدة حمداد تكفلتا بالغسل في الوقت الذي كنت أساعدهما برمي الماء الى جانب السيدة صابري حليمة ممرضة بالمستشفى ذاته وقد زودنا بعض السكان القاطنيبن بجوار المستشفى بالماء الدافئء بواسطة دلاء. فمقمنا بتكفينهن واستغرقت العملية الليل كلّه الى وقت الفجر أين أحضر رجال الأمن جثمان المغتال صابر لحبيب الذي عثر عليه مذبوحا في ذلك الصباح حيث تم غسله وتكفينه من طرف رجال. وعند بزوغ الشمس توافدت الى المستشفى عائلات المغتالات ال 11 والمغتال صابر لحبيب وتعالى البكاء والصراخ في منظر مؤثر ومحزن جدا لن أنساه ماحييت وطالبوا بأخذهم ودفنهم في مقرات سكناتهم وتمت الموافقة على ذلك. فالثمانية وهم: صابر لحبيب - بوترعة رشيدة -فليو أمينة - مهدان الزهرة - بوعلي حنفي سحنونة - لنفاظ حفيظة -ديش أمينة - بوهند فاطمة دفنوافي مقبرة سيدي يحي بسفيزف , أما لوهاب نعيمة و بوداود خيرة فدفنتا بمقبرة مصطفى بن براهيم , وشريد فتيحة بمقبرة بلدية المسيد , وتونسي عزيزة بمقبرة بلدية بلعربي , وجرى ذلك في جو مهيب بحضور السلطات الولائية المدنية والعسكرية وحشد هائل من المواطنين . وتضيف السيدة خديجة جرّور قائلة : وبعد هذه الفاجعة الأليمة ساد في المدينة خوف رهيب ولزم الناس بيوتهم لا يخرجون الا للضرورة القصوى وشلت الحركة على الطريق الموصل بين سفيزف وعين ادن وأذكر أنه لما تم اعادة فتحه كنت من بين الأوائل الذين عبروه رفقة عبد القادر مغراوي وتوقفنا عند المعلم التذكاري المخلد للمجزرة -الذي دشن بعد سنة من وقوع الفاجعة - نترحم على شهداء الواجب الوطني ونستذكر ماسي تلك الفترة العويصة . لقد مرّ اليوم على هذه المأساة 26 سنة وأسر هؤلاء المعلمات والمعلم ما فتئت تعاني وضعا اجتماعيا صعبا للغاية , فاباؤهم وأمهاتهم تقدموا في السّن وكثير منهم ابتلي بالدّاء المزمن وفيهم أبو المغتالة حنيفي سحنونة شخص ضرير كفيف طاعن في السّن لايقوى على المشي. ,

يرجى كتابة : تعليقك