يعيش أبناء الجالية الفلسطينية بالجزائر, العدوان الصهيوني الغاشم والهمجي المتصاعد على غزة, بألم كبير, لتعمق سياسة
الكيل بمكيالين والتسوية بين الضحية والجلاد من جراحهم, فيما عزز موقف الجزائر تجاه القضية الفلسطينية من ثقتهم في أنفسهم وفي المقاومة, على اعتبارها حقا مشروعا ضد الاحتلال الصهيوني, حسب ما أكدوه.
و أكدت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر, بيسان مصطفى موسى, في تصريح ل/وأج, أن أبناء الجالية الفلسطينية المقيمين في الجزائر "يعيشون على أعصابهم بسبب ما يحدث من عدوان صهيوني على القطاع, ويتابعون
الأحداث ثانية بثانية, ونتألم كثيرا لأنه ليس باليد حيلة, ونحن في تواصل مستمر مع الأهل والأقارب والأحباب هناك", لافتة إلى أن "الشعب الفلسطيني يعيش حالة إبادة جماعية, إذا لم يكن بالقصف فبالمواد السامة المحظورة دوليا والتي تطلق
في سماء غزة, كالفوسفور الأبيض".
و أضافت مصطفى موسى أن الجميع في حالة ترقب وخوف على أهاليهم الذين قد تصلهم أخبار عن استشهادهم في أي لحظة, مردفة أن "الغزاوي يعاني ويلات الحرب, ولم ير من قبل ما تراه عيناه الآن. فغزة تحولت الى رماد, وسقطت كل الأقنعة عن السياسة الأمريكية من خلال الدعم القوي للاحتلال الصهيوني, الذي يعيش حالة من الفشل الاستخباراتي والسياسي وحتى إزاء سياسة الخطاب الموجه للرأي العام الداخلي, حيث فضل غالبية اليهود الهجرة على البقاء".
كما أكدت بيسان مصطفى موسى أن المقاومة لم تكشف فقط عورة الكيان الصهيوني و إنما أيضا "التواطؤ الكبير" لعدة دول, منها عربية, إلى جانب واشنطن, مع الاحتلال الصهيوني, "وفي هذه الحالة سقطت كل الأقنعة".
وفي السياق, تأسفت لما وصفته بانحياز بعض وسائل الاعلام العربية, حيث أن "موتانا يعدون شهداء تحت القصف, لكن هناك من يعتبرهم قتلى. وفي وقت نبقى عربا ومسلمين, لكن للأسف تفرقنا في القضية الفلسطينية وفقا لمعطيات التحول الدولي إزاءها".
و أشادت أستاذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بمواقف الجزائر إزاء القضية الفلسطينية, "فقد أعطتنا ما لم تعطه لنا الكثير من الدول العربية.. أعطتنا الثقة والأمان والدعم النفسي الذي يمدنا بالقوة على البقاء, نحن نفتخر
كثيرا كوننا نعيش على أرضها".
من جهتها, شددت رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في الجزائر, نسرين مقداد, على أن ما قامت به المقاومة الفلسطينية "أعاد النبض الفلسطيني إلى ساحة الأحداث, وعرى حقيقة أن جيش الاحتلال الصهيوني لا شيء ويقهر", مضيفة أن أبناء الجالية كانوا يأملون بأن الأمر سيؤدي إلى "استيقاظ الضمير العربي حتى يكون سندا لنا, إلا أننا خذلنا (...)".
و ادانت نسرين مقداد, بشدة, القصف الجنوني للعدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية, وعلى وجه الخصوص على غزة, مستنكرة مواقف المجتمع الغربي وضعف الموقف العربي والاسلامي, "حيث أن قتل الفلسطينيين ليس له أي أهمية لدى هؤلاء, وهو ما عمق جراحنا, لكن الموقف الجزائري إزاء القضية الفلسطينية كان ولا يزال دوما موقفا مشرفا".
ولفتت مقداد إلى أن "ما تنقله شاشات التلفزيون ليس إلا جزء صغيرا من حقيقة ما يجري هناك, و أهالينا المتواجدين بالقطاع يؤكدون أن الموت أضحى أرحم, خاصة مع تحرك الولايات المتحدة والغرب دعما للكيان الصهيون".
وقالت رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية في الجزائر: "قضيتنا عادلة وبلدنا محتل, ندافع عن أرضنا وعرضنا وشرفنا, وما يحدث اليوم يندرج في إطار مشروع +الشرق الأوسط الجديد+, وهم يعملون على تنفيذ الهجرة الرابعة".
من جانبه, استنكر ممثل أبناء الجالية الفلسطينية في الجزائر, حمزة الطيراوي, التواطؤ الدولي مع قوات الاحتلال, من خلال تزويدها بأسلحة متطورة, وتعويض أوروبا لأكثر من 200 طيار صهيوني فروا من الحرب, وغير ذلك من المساعدات, دعما للكيان الصهيوني ضد المدنيين, غير أن الفلسطينيين -يؤكد- "في حالة ثقة عالية في النفس".
كما انتقد نص القرار الصادر عن الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري, أمس الأربعاء بالقاهرة, والذي "يساوي بين الضحية والجلاد, ومنه تواطؤ دول عربية في ذلك".