أكد السيد جمال بركة رئيس مصلحة بمديرية الثقافة بولاية وهران أن حي الدرب العتيق له حدود مشتركة مع القطاع المحفوظ بحي سيدي الهواري، وبالتالي فإن جزءا كبيرا من حي الدرب محفوظ أو بالأحرى محمي طبقا للقانون، و ذلك في إطار مخطط الحماية لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ، وعقب عملية الترحيل الأخيرة قامت بلدية وهران باختيار مكتب دراسات، أوكلت له مهمة إعداد المخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ بالحي العتيق سيدي الهواري، ويتلخص عمل مكتب الدراسات بالمنطقة في 3 مراحل، وهو الآن في المرحلة الثانية، وهي مرحلة التدابير الإستعجالية وإعداد المخططات وتقييمات الخبراء بخصوص وضعية البنايات الأثرية بالحي وتصنيفها حسب الحالة، إذ هناك بنايات بحاجة إلى عمليات ترميم معمقة وأخرى بحاجة إلى ترميمات سطحية وأخرى تشكل خطرا ويجب هدمها، لكننا إلى غاية الآن في انتظار رأي مكتب الدراسات باعتباره المسؤول الأول والأخير على مصير البنايات بحكم رأي الخبراء حول البنايات المحمية بفعل القانون. أما فيما يخص البنايات الفوضوية التي أنشأت عقب الاستقلال، فسيتم هدمها دون العودة إلى رأي الخبراء، لأنها تشوه الوجه الجمالي للحي الأثري، و قد قمنا بتحديد مصيرها عقب الخرجة الميدانية الأخيرة التي قمنا بها رفقة مكتب الدراسات المسؤول عن المنطقة باعتبارها سكنات فوضوية ، أما بخصوص المعالم الأثرية غير المصنفة في الولاية وهي كثيرة، فإن أغلبيتها تحتاج إلى عملية تهيئة وترميم واسعة، لكن حسب وزارة الثقافة فإنه لا يمكن ترميم المعالم دون تصنيفها، ولهذا أضاف ذات المتحدث قمنا فإعداد ملف كامل لطلب تصنيف عدد كبير من المعالم على غرار الكاتدرائية ومسجد عبد الله بن سلام" و محطة السكك الحديدية وغيرها من المعالم الأثرية و الشواهد التاريخية الموزعة على تراب الولاية، وذلك حتى تستفيد من عمليات التهيئة والترميم، كما خصصت وزارة الثقافة مبالغ مالية ضخمة لإعادة إحياء موروثنا الثقافي المهم جدا، لترسيخ تاريخ الولاية، حيث تم تخصيص مليار و 200 مليون سنتيم كمبلغ مبدئي لإتمام الدراسة، في حين لا يزال المبلغ الإجمالي لإتمام عمليات الترميم مجهولا وهم في انتظار الرد من مكتب الدراسات المكلف بعمليات الترميم.
ترحيل أزيد من 70 عائلة كانت تقطن بالبرج الأحمر و قصر الباي وبخصوص العدد الإجمالي للمعالم الأثرية بالولاية، فقد كشف السيد جمال بركة أنه يفوق 350 معلما، من بينها 39 معلما مصنفا، 29 منها بحي سيدي الهواري العتيق، موضحا أن مديرية الثقافة بالولاية قد انطلقت في أكبر عملية جرد عام منذ الاستقلال لإحصاء العدد الإجمالي للمعالم الأثرية بالولاية، بالتعاون مع رؤساء البلديات ال26 وبإشراف رؤساء الدوائر، وقد تم رفع طلب تصنيفها للوزارة الوصية، كما كشف ذات المتحدث أن السلطات قامت بترحيل أزيد من 70 عائلة كانت تقطن بالبرج الأحمر ومدخل "روزال ألكزال" بقصر الباي، الذي تمكنت المديرية من رفع قرار التجميد عنه، وذلك للشروع في عملية ترميم القصر بملحقته وإعادة بعث الحياة فيه وعدد من المعالم التي تم ترحيل السكان منها، في انتظار بعث الصفقة للاتفاق مع مكتب دراسات متخصص لترميم معالم الباهية المكسورة.