كانت الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني الوجه الآخر للثورة والنضال على غرار الدبلوماسية والإعلام، إضافة إلى الرياضة والثقافة والفنون التي ضمت العديد من الفنون على غرار التمثيل والموسيقى، وقد تأسست الفرقة سنة 1958 بتونس العاصمة وفق رؤية سياسية وفنية، بعد أن تشبع المنتسبون إليها بالوعي والنضال في كنف حركات فكرية سياسية، مثل الكشافة الإسلامية الجزائرية وجمعية العلماء المسلمين الذين أسسوا لفكرة مبادئ الثورة التحريرية لاستعادة حرية واستقلال الجمهورية الجزائرية العربية المسلمة في محاولة أخرى للاستفادة من الأشكال الثقافية والفنية في التعريف بعدالة القضية الجزائرية وتدويلها، من خلال المشاركة في المهرجانات والتظاهرات الثقافية الدولية. و قد تكونت الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني آنذاك من 35 فنانا حسب القائمة الإسمية التي أرّخها الأرشيف، والتي سلمها "طه العامري" للباحثين والدارسين على يد الفنان الكبير مصطفى كاتب ،حيث ضمت مجموعة من الأصوات الغنائية المتشبعة بالروح الوطنية والتي تأمل دائما في أغانيها باستقلال الجزائر، كالمغني طالب رابح، فريد علي ، الهادي رجب ، حسيسن ، محمد قرومي والمغنيات حنيفة ، خدوجة ، باهية فرح ، حليمة رزقاوي ، جميلة ، صافية قواسمي، إضافة إلى الملحنين الفنان القدير أحمد وهبي، والفنانين عبد الرحمن عزيز ومصطفى سحنون، والممثلون يحيى بن مبروك و سيد علي كويرات وغيرهم.
وتعتبر هذه الفرقة التي ناضلت من أجل الاستقلال ومدت يد العون للثورة التحريرية فرقة نضال وعزيمة، فالفنانون آنذاك جمعوا بين الفن والثورة من أجل الغاية المنشودة، وهي تحرير الجزائر خاصة وأنه هناك فنانين من بين أعضاء الفرقة من انخرطوا في النضال السياسي، بعد أن عملوا على مساعدة الثورة من خلال جمع المال من عائدات الحفلات والمسرحيات التي كانوا يقيمونها وتخصيصها لتمويل الجبهة بالمؤونة والأسلحة والقيام بأعمال فدائية من أجلها .
