اختلطت المفاهيم لدى البعض حول ماهية القوة ودورها في بناء شخصية الإنسان والمجتمع ككل، لدرجة أن المهووسين بالأنا صاروا يستخدمون القوة لتدمير الآخر والانتقام والقتل والتنكيل وغيرها من مظاهر العنف التي يبدو أنها صارت موضة العصر لدى الدول التي تدّعي القوة والنفوذ، ضاربة مفاهيم الإنسانية عرض الحائط، تسابق الزمن كي ترسم تلك الهوة السحيقة بين الضمير الإنساني والعمل الإجرامي، تماما مثلما يحدث في قطاع غزة التي غرقت في دمائها بسبب أفعال شنيعة ارتكبها العدو الصهيوني الغاشم، الذي يعتقد أن قتل الأطفال والنساء انتصار لكيانه وبرهان على قوته وجبروته، والحقيقة أن ضمائر الصهاينة طالها الفساد والعفن وأصبحت نواياهم تتراقص بكل خبث على أجساد الأبرياء وأرواحهم الطاهرة التي تئن وتصرخ في كل ثانية من شدة الألم والمعاناة والقهر، فإلى متى هذا العدوان الذي أحرق أدوات الأطفال وأجهض أحلام الأمهات وكسر ظهر الرجال؟، أين هي الإنسانية وسط كل ما يحدث في غزة الجريحة؟، وإلى متى يظل البوح بالحقيقة والعدل عالقا في نبض هذا الوطن الحبيب؟، أسئلة متعبة لن نجد لها إجابة مادام المرء لم يتخلص من هواجس القوة والسيطرة والأنانية، ولم يؤمن بأن الله مع المظلومين وأصحاب الحق والقرار، وكل من يتعدى على أرض الغير فمصيره الزوال والإضمحلال ولو بعد حين، ومهما طغى الإنسان الظالم وتجبّر ونهب وقتل، فإن نهايته ليست بالبعيدة ومصيره لن يكون محمودا، ومهما تحدث ضعاف القلوب وعديمو الإنسانية عن أهمية استعمال القوة في قهر الآخر وفرض الجبروت وتحقيق النفوذ، تبقى قوة الحب هي الأسمى والأثمن، والعالم لن يعرف السلام، إلا