مع بداية العد التنازلي لتعميم السجل الصحي الالكتروني عبر مختلف المؤسسات الاستشفائية وموعد الوصول إلى صفر ورقة بالمصالح الصحية تطبيقا للبرنامج الوطني الذي أطلقته الوزارة الوصية في إطار تقديم رعاية نوعية وتكفل تام بالمريض، سلطت "الجمهورية اونلاين " الضوء على الخدمات الرقمية التي أخذتها هذه الهياكل على عاتقها لمواكبة العصرنة الصحية وتجسيد مشاريع الرقمنة بمقاييس دولية تُعجل من المتابعة الاستشفائية وتضمن العلاج الأنجع والأسرع .
من المؤسسة الاستشفائية أول نوفمبر بايسطو وقفت "الجمهورية اولاين" اليوم عند محطة الرقمنة وما استحدثته مصالحها وما حققته من انجازات سبقت بكثير الهياكل الصحية الأخرى على تراب الوطن ككل، لدرجة انتقائها كمؤسسة نموذجية رائدة في هذا المجال وتصنيفها في المراتب الأولى بعدما تجاوزت محطة رقمنة المصالح والسجل الالكتروني بالدرجة الأولى بخطوات متسارعة منذ سنة 2013 بتسخير الموارد المادية والبشرية والتقنية اللازمة للارتقاء إلى هذا المصاف .
استطلاعنا اليوم تزامن مع التحضيرات الخاصة بأول مؤتمر دولي تحتضنه ذات المؤسسة يومي 10و 11 ديسمبر الجاري تحت عنوان الرقمنة والصحة بحضور ومشاركة خبراء وإطارات ومختصين من ولايات الوطن ومن دول أجنبية من بينها فرنسا وكندا وأوزبكستان يعرضون ويستكشفون فيها آخر التقنيات المستعملة ويتعرفون فيها على الطرق الصحيحة التي تختصر المسافات الطويلة وتنهي رحلة التكفل الطبي باستعمال الورق وتضمن مرحلة جديدة بمواصفات العصرنة.
وقبل أن تنطلق الجمهورية "أونلاين" في زيارتها المبرمجة نحو مصلحة الإنعاش على مستوى القطب الصحي كعينة عن الأداء الرقمي في القطاع، توجهنا رفقة المكلفة بالإعلام ميسوم حياة إلى مديرية أنظمة الإعلام الآلي المستحدثة خصيصا لتطوير نظام المعلوماتية بالمؤسسة الاستشفائية.هذه الأخيرة وعلى مدار 10 سنوات استطاعت أن تجعل من المنشأة قطبا متخصصا يهتم بالتحول الرقمي والملف الطبي الالكتروني ويوظف التقنيات الحديثة في المتابعة والرعاية الصحية لضمان السلامة والراحة للمريض، باعتبارها المصلحة المكلفة بالملف الطبي الالكتروني التي عجّلت بتعميم البرنامج على جميع المصالح الاستشفائية ونجاحه في ظرف وجيز بشهادة خبراء دوليين متخصصين.
غادرنا المكان نحو مصلحة الإنعاش، كمصلحة استطاعت أن تتحدى الورق وتتعاقد مع الحاسوب وإن كانت من الأجنحة الحساسة التي يفرض عليها طبيعة عملها أن تكون دائما العين الحارسة التي لا تغفل ولا تنام في سبيل إنقاد أرواح دخلوا مرحلة الخطر على فراش العناية المركزة . وبمجرد وصولنا إلى المكان لمسنا التطبيق الفعلي والفارق المسجل بين المصالح العادية وهذا الجناح الذي تدعم بأجهزة رقمية وفريق مؤهل لركوب موجة الرعاية "الالكترونية" والملف الطبي الالكتروني من المختص والطبيب والممرض والمساعد كحلقات متسلسلة ومكملة لا تأبى الخطأ والإهمال لضمان تكفل في مستوى تطلعات المريض. تجاوزنا مدخل المصلحة بعد الخضوع لتدابير الوقاية كإجراء احترازي لحماية المرضى بالدرجة الأولى، وعلى بعد أمتار قليلة قابلتنا شاشة كبيرة تعرض بصفة مستمرة تطورات الحالة الصحية لكل مصاب بطريقة دقيقة تضبط فيها معدل الضغط الدموي والتنفس لكل حالة، حتى تسمح للطبيب والممرض بالمتابعة الفعلية والتدخل المستعجل عند الضرورة وفي كل مرة اقتضى فيه الأمر ذلك، دون أن يضطر كلاهما لمراقبة كل غرفة ، وبهذه الطريقة يستطيع الفريق المختص تطبيق "البروتكول" الخاص بكل مصاب وتجنب الانعكاسات الخطيرة الناجمة عن كل دقيقة تأخير ويضمن عودة استقرار الوضعية الصحية، خاصة أن المصلحة تستقبل الحالات الحرجة التي تستدعي تكفل من نوع خاص وتفرض اهتماما مكثفا. وغير بعيد عن جهاز المراقبة اليومي وفي نفس الرواق يستعين الفريق الطبي وشبه الطبي في عمله الدوري بتقنيات رقمية حديثة مبرمجة في جهاز الكمبيوتر يستقبل ويقدم التفاصيل الصحية الخاصة بكل مريض كبديل عن السجل الصحي العادي.
نفس الشيء للمناوبة التي تحترم هي الأخرى نفس الخطوات المتبعة حيث يعمل الفريق المناوب على تسجيل كل ما يخص الحالة في السجل الالكتروني من العلاج المقدم والوضعية الصحية خلال تلك الفترة.
لم يكن تطبيق الإستراتيجية المقررة للتحول من بيئة العمل العادية إلى بيئة رقمية في التعاملات الطبية والإدارية صعبا بالنسبة للفريق المجند بالعناية المركزة أمام المؤهلات والإمكانيات البشرية والمادية المتاحة للتعجيل في تطبيق السجل الطبي الالكتروني وتحسين جودة الخدمات الصحية، كإضافة جديدة لمكونات نظام الملف الطبي الرقمي الذي لا يخرج عن تطوير وترقية القطاع وفق تفرضه التحولات الراهنة.
