انتقل المجاهد الرمز مونسي الجيلالي، المدعو الفقير الجيلالي، إلى رحمة الله، أمس عن عمر ناهز الـ94 سنة، الفقيد التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1956، بالمنطقة الثامنة، الولاية الخامسة التاريخية وكله عزيمة وإصرار، وبروحه التي تتوق إلى تحرير الوطن من براثن الغدر وهيمنة وظلم واستبداد العدو الفرنسي. رمته فرنسا بالرصاص ضواحي بلدية مكمن بن عمار، ونجى بأعجوبة من الموت، وبعد تماثله للشفاء واصل كفاحه رفقة مجاهدي المنطقة.. ترك الفقيد إرثا معنويا من تجليات نضاله الثوري، وخصائص قيم المجاهد، التي ظلت ترافقه في إدارة حياته الأسرية ومحيطه الاجتماعي، والمشهود له برباطة الجأش وحب الجزائر حتى النخاع، هي الميزة التي عرف بها ويشهد له بها إخوانه من المجاهدين، وكل من عرفوه عن قرب. بعد الاستقلال فتح أول محل تجاري في الجزارة ببلدية مكمن بن عمار، وكان المرحوم يسجل حضوره لفك النزاعات والخلافات الشخصية وإصلاح ذات البين، حتى لقب بالفقير الجيلالي، جنازة الفقيد حضرها جمع غفير من المجاهدين وأصدقاء المرحوم وأهالي بلدية مكمن بن عمار، والبلديات المجاورة. هذا وكان مدير المجاهدين بالولاية، قد بعث ببرقية تعازي، إلى أسرة الفقيد وإلى رفاقه في الجهاد، عبر فيها بأصدق التعازي وأخلص المواساة، سائلا المولى جلت قدرته، أن يتغمد روحه بواسع الرحمة والرضوان ويسكنه جنة الخلد.
