تستعد الأسواق الوطنية لاستقبال الشهر الفضيل قبل موعدها المعتاد بإجراءات وتدابير خاصة تضمن التوزيع العقلاني والتموين المستمر، وتحفظ بالمقابل توازن القدرة الشرائية في هذا الموسم بالذات تطبيقا لمخرجات اجتماع مجلس الوزراء المنعقد شهر ديسمبر الفارط. واستجابة لتوجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد، ووفق البرنامج والمخطط الوطني المسطّر من قبل الجهاز التنفيذي استعدادا للشهر الفضيل ، بادرت مديرية التجارة في تجسيد سلسلة من العمليات والتدخلات الميدانية تصب في تكييف المعاملات التجارية بالأسواق اليومية مع الموسم ومراقبتها وتعزيز مكافحة المضاربة والاستجابة إلى متطلبات واحتياجات المستهلك والفئات الهشة بالدرجة الأولى .واستهدفت الجهة الوصية بالولاية في الشق المرتبط بالتحضيرات الخاصة بالمناسبة الدينية 3 نقاط بارزة تفرض الاعتدال والتوازن في عمليات البيع والشراء المسجلة طيلة هذا الشهر، على رأسها استحداث شبكة توزيع السلع واسعة الاستهلاكية، وفتح أسواق الرحمة بكل دائرة بالولاية ورفع الإنتاج بالنسبة للمواد المدعمة التي تزيد نسبة الطلب عليها في مثل هذه المواسم .وحسب مديرية التجارة فإن الاستعدادات المستهدفة هذه المرة تقتصر على تدعيم المطاحن بحصص إضافية من القمح الصلب لرفع الحصص الموجهة للاستهلاك، لاسيما أن مادة "السميد" يكثر عليها الطلب خلال الشهر الفضيل وترتفع حدة الاقتناء إلى درجة المضاربة أمام الكميات الكبيرة الموجهة لمحلات صناعة الحلويات الشرقية والتقليدية والتي قد تضعف من ميزان العرض وتفتح باب العجز بالنسبة للمواطن العادي، وهو ما عجل بفرض إجراءات خاصة ورفع سلسلة الإنتاج وتفادي الاختلالات المسجلة خلال المواسم الفارطة بزيادة تساوي 20 بالمائة عن الإنتاج العادي وبهذه الطريقة تضع حد للممارسات العشوائية وتسد ثغرات المعاملات الفارطة نفس الشيء بالنسبة لسوق الحليب الذي تعزز بكميات تفوق الضعف قبل حلول رمضان برفع الطاقة الإنتاجية للملبنات وإمدادها بالمواد الأولية المطلوبة للتخفف من أزمة أكياس الحليب ، على اعتبارها أنها مادة مطلوبة ومنتوج لا يفارق المطبخ الجزائري والمائدة الرمضانية على حد السواء. ومن جهة أخرى وغير بعيد عن الخطة الاستباقية لإغراق الأسواق بالسلع والمواد الأساسية لم تهمل مديرية التجارة سوق اللحوم الحمراء بعدما فتحت الدولة باب الاستيراد ، وعجلت من تراخيص المتعاملين الاقتصاديين الثلاث الناشطين بالولاية وبلوغ الكوطا المحددة ب 3000 طن من البرازيل على دفعات متتالية تعمل على كسر الأسعار وتمكين المستهلك من اقتناءها بمعدل 25 طن للحاوية وقد تصل الكمية المدعمة إلى 75 طنا في كل إنزال. وبالمقابل لم تأخذ سوق اللحوم البيضاء الحظ الأوفر من هذه التدابير التي لا تزال في مرحلتها الأولى وعند عتبة التراخيص، حيث استفاد لحد الآن مستورد واحد فقط من غليزان من العملية، هذا الأخير سيضمن التموين وقد يساهم في توجيه حصة معتبرة لتجار وهران ويخفف ولو بشكل محدود من مشكل ارتفاع الأسعار.