تحتفل الجزائر هذه الأيام بالذكرى ال67 لإضراب الثمانية أيام التاريخي لسنة 1957 ، الذي يمتد من 28 إلى 4 فبراير باعتباره حدثا فارقا في عمر الثورة ساهم في تدويلها بعد أن دفع بالجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ال11 إلى إدراج القضية الجزائرية في إطار حق الشعوب في تقرير مصيرها بطلب من الكتلة العربية-الآسيوية فضلا عن كونه احدث القطيعة بين النظام الاستعماري ومختلف فئات الشعب بقطع الطريق عن المنادين ب"جزائر فرنسية". في هذا الصدد احتضن اليوم المتحف الوطني للمجاهد ندوة تاريخية للمنظمة الوطنية الجزائرية للذاكرة والموروث الثقافي وترقية السياحة والبيئة برعاية سامية من وزارة المجاهدين وذوي الحقوق شارك فيها ثلة من المجاهدين . وفي ذات السياق أبرزت رئيسة المنظمة " هادية شعبان " دور المنظمات الجماهيرية بمختلف أطيافها في الثورة لتوحيد صفوف الشعب الجزائري حول قضيته ،وكذا اسماع صوته للعالم ،موضحة أن المنظمة تسعى جاهدة لحفظ تاريخنا و ادبنا و معارفنا الشعبية وإيصالها للأجيال القادمة ، بصون الذاكرة و الموروث التاريخي و الثقافي المادي و اللامادي وحفظ الهوية الجزائرية، مع الاستعانة بالباحثين و الكفاءات الوطنية التي تقدم احسن الاصدارات الوطنية و المهمة. بدورها أكدت الإعلامية " سهام بوعموشة " في مداخلتها إلى النشاط الفدائي بالعاصمة سنة 1957 ، بقيادة جبهة التحرير الوطني ، وكانت بذلك المنطلق للعديد من العمليات الفدائية الجريئة الموجهة إلى العدو في مقر سلطة الإستعمار الفرنسي مع نهاية سنة 1956 مما لفت الرأي العام الدولي الى حقيقة ما يجري في الجزائر ويتأكد ان ما يحدث فيها هو ثورة حقيقية هادفة إلى استرجاع سيادة وكرامة الجزائريين ومنه أسهم اضراب الثمانية أيام التاريخي في تعزيز مكانة وسمعة جبهة التحرير الوطني داخليا وخارجيا وحقق انتصارا سياسيا على الساحة الدولية. واستجابة لتوجيهات لجنة التنسيق والتنفيذ بعد المصادقة على قرارات مؤتمر الصومام، وإعتماد العاصمة منطقة مستقلة، وأضافت إن تلك العمليات كانت قد استهدفت بقنابل متفجرة في مراكز تجمع الجيش الفرنسي، "الحانات، ومراكز الشرطة" مثل تفجير كازينو لاكورنيش 9 جوان 1957 وتصفية بعض الخونة وطغاة المعمرين مثل فروجي الذي نفذ فيه الإعدام في شوارع العاصمة نهاية 1956 ، كما تخلل هذه المعركة إضراب الثمانية أيام الشهير من 28 جانفي إلى 4 فيفري 1957.