جامعة وهران1 تحيي الذكرى 232 لتحرير وهران الثاني

محاضرات تاريخية وخرجة إلى المعالم الأثرية لفائدة الطلبة

محاضرات تاريخية وخرجة إلى المعالم الأثرية لفائدة الطلبة
الذاكرة
نظم اليوم مخبر البحث التاريخي مصادر وتراجم بكلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية بجامعة وهران أحمد بن بلة، بالتنسيق مع المدرسة العليا للإدارة العسكرية وجامعة التكوين المتواصل خرجة ميدانية علمية لفائدة طلبة العلوم الإنسانية تخليدا وإحياء للذكرى 232 لتحرير وهران الثاني من الاحتلال الإسباني من قبل الباي محمد بن عثمان الكبير يوم 27 فبراير 1792، وقد شارك في هذه الخرجة مدير المخبر د.بن جبور محمد وأساتذة في علم التاريخ، وممثلين عن مديرتي الثقافة والفنون والمجاهدين. وكانت الانطلاقة من كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية، حيث قدم الأستاذ بن جبور محاضرة قال فيها بأن إيالة الجزائر لم تتمكن من توحيد كل أجزائها وإخضاعها لحكم العثمانيين، و رغم وجود بعض المناطق التي تمتعت بنوع من الاستقلال الذاتي عن السلطة المركزية، فإنهم بقوا عاجزين عن فعل ذلك فيما يخص هذين الثغرين، إذ باءت كل محاولات استردادهما بالفشل، باستثناء محاولة الداي محمد بكداش (1707-1710) الذي تمكن بمساعدة صهره "حسن أوزون" وباي الغرب آنذاك مصطفى بوشلاغم، من استرجاع المدينة عام 1708، رغم أن ذلك لم يكن إلا ظرفيا، إذ سرعان ما تمكن الإسبان من إعادة احتلالها سنة 1732، وبقي هؤلاء يفرضون سيطرتهم المطلقة عليها، رغم محاولات بايات المنطقة المتكررة لطردهم منها، إلى غاية 1791 لما تمكن الباي محمد بن عثمان الكبير من إجبارهم على توقيع معاهدة الإنسحاب التي تمت في شهر فبراير عام 1792م، إلا أن ذلك لم يكن بالأمر الهين، وإنما استغرق وقتا طويلا، ومحاولات عديدة فاشلة، اعتمد فيها الباي على كل فئات المجتمع، وإلى جانب القوات الرسمية تم إشراك سكان المنطقة المحيطة بالمدينة والطلبة لفرض حصار طويل الأمد، هدفه تضييق الخناق على الإسبان المتحصنين وراء أسوارها . بعدها كانت الوجهة نحو مقبرة الشهداء فتح وهران بالسانية )1206 ه/ 1792 م (، أين يرقد شهداء فتح وهران ومحرريها من الإسبان الذين يعتبرون البداية الأولى للمقاومة الجزائرية المسلحة التي تقع ببلدية السانيا، حيث قدم الأستاذ العربي بوعمامة رئيس قسم الإعلام والاتصال بجامعة مستغانم محاضرة حول تاريخ مدينة وهران وكيف تم تحريرها من الاحتلال الإسباني الصليبي. ومن جهته، قدم الشيخ "بن روان بلعيد" وهو عضو في زاوية الشيخ سيدي محي الدين بولاية معسكر نبذة تاريخية حول الكفاح، موضحا معنى كلمة "مرابط" وعلاقة وهران بمعسكر ، وبعدها مباشرة اتجهت الحافلات تحو مسجد الاي محمد بن عثمان الكبير. وفي ختام الخرجة العلمية التاريخية، حط الوفد رحاله بقصر الباي ، حيث تطرق أستاذ علم التاريخ عابد حميان في مداخلته إلى فلسفة التكوين التاريخي وتحقيب الأجيال من خلال فتح وهران كنموذج، موضحا أن وهران خضعت للإحتلال الإسباني الصليبي منذ سنة 1509 إلى غاية 1792، وتعاقبت عليه 7 أجيال متتالية، ليتمكن الجيل الأخير من سنة 1762 إلى سنة 1792 من تحقيق الفتح والنصر المبين، ونجح في تحرير وهران، عكس الأجيال السابقة التي لم تستجب للتحدي التاريخي حسب نظرية المؤرخ البريطاني الكبير "أرنورد توين بي". هذا فقد قاد المرشد السياحي إسماعيل بن يوب الأساتذة و الطلبة في جولة على مستوى قصر الباي حيث شرح لهم و أعطاهم نبذة تاريخية حول هذا الصرح الثقافي المميز الذي نال إعجاب المتواجدين .

يرجى كتابة : تعليقك