لم تعد عادة تحضير "الكسكس" بالمرق أو اللبن أو الحليب تقتصر على يوم الجمعة من كل أسبوع لدى العائلات الوهرانية، بل أصبحت أيضا متواجدة خلال شهر رمضان الكريم، وبالتحديد على مائدة السحور وبشكل يومي عند معظم الأشخاص الذين يفضلون الكسكس باللبن أو الرايب أو الحليب بدل المرق. تقول "مليكة": " بعد أن أنتهي من جلي أواني الإفطار أرتشف فنجان القهوة لأتفرغ مباشرة لإعداد طبق الطعام بالزبيب، كما هو معروف فإن الكسكس يطهى على بخار الماء بما نسميه "التفويرة" الأولى والثانية والأخيرة، فأقوم بإعداد الطعام دون "التفويرة" الثالثة أغطيه وأتركه على جنب، ثم أذهب للقيام بواجباتي الدينية، بعدها أخصص وقتا لمشاهدة برامج التلفزيون الرمضانية، ثم آخذ قسطا من الراحة عبر النوم قبل أن يرن المنبه، وأستيقظ لإتمام الطعام بالزبيب الذي يحبه جميع أفراد عائلتي، فهو بالنسبة لي طبق سهل التحضير ولذيذ المذاق".
أما "فاطمة" فتؤكد أن الكسكس هو الأكلة المفضلة لدى ربّ العائلة، و هي عادة ورثوها من بيت الجد، و عليه أصبح الكسكس طبق السحور إلى جانب أنه لذيذ، فهو ذو قيمة غذائية ومنافع صحية ، مضيفة أنها لا تستغني عنه كطبق رئيسي على مائدة السحور طيلة شهر رمضان الكريم، وهذا ما ذهبت إليه أيضا"هوارية" التي أضافت أيضا أن الكسكس بالحليب أو اللبن غير مكلف مقارنة بأطباق أخرى، فهو في متناول الجميع.في حين أن بعض أفراد العائلات يتجنبون تناول الكسكس في حالة أنهم يعانون من مشاكل صحية ويتفادون أضراره مثل الذين يعانون من القولون.