تسعدُ القلوب وتأنس الصدور بزيارة أعز الضيوف، مرحبا ممزوجة بعطر الورود ومُوشحة بأسمى القلوب،أهلا بك ضيفا كريما بيننا تلامس أرواحنا وتعانق أفراحنا وتوثق أوقاتنا ولمّتنا العائلية المعطرة بالمحبة والنابضة بأسمى مظاهر التسامح والتكافل،.. لقد جاء رمضان فوّاحا ينثر شذاه في الأرجاء، جالبا معه الخيرات والأعمال الصالحات، .. في رمضان تصدح المساجد بالدعاء والإبتهالات، وتزين الشوارع بالأفراح والعادات، ويتبادل المسلمون أجمل عبارات المحبة والوفاء، وكلهم عزم وإرادة لفعل الخير والتعاون من أجل مواجهة الأزمات.
ما أحوجنا إلى الهدوء والتسامح في هذا الشهر الفضيل، وما أجملنا ونحن نجتهد لفعل الخير والتصدق والتحرر من مشاعر الكره والأحقاد، فالصوم لا يقتصر على الامتناع عن الأكل والشرب، بل هو ابتعاد عن الشجار وعن الإساءة للغير بالفعل والكلمات، هو صفاء النفس والروح ونظافة القلب من الأضغان، والتقرب إلى الله بالصلاة والزكاة وقراءة القرآن، إنه فرصة عظمى لطلب التوبة والغفران، ونافذة للوصول إلى الراحة النفسية والأمان، بعيدا عن القيل والقال وشتم فلان وعلان، فلا وقت لدينا لنضيعه في الشجارات الواهية والتصرفات غير الواعية التي نقوم بها في الأسواق وفي الشوارع والممرات، فلا مجال لاقتراف الأخطاء وتضييع فرصة كسب الثواب ومضاعفة الأجر في شهر العبادة والصيام، علينا أن نقتني بعناية ألفاظنا ونتحكم بوعي في تصرفاتنا، وأن نتغلب على كل ما يثير غضبنا ويقلل من حسناتنا، والأهم أن نعي أهمية كل دقيقة نعيشها في هذا الشهر المبارك العزيز على قلوبنا والقريب من أرواحنا، وأن نحسن استخدامها وتوظيفها وجعلها مصدر قوة لنا في حياتنا المثقلة بالمشاكل والهموم، من خلال الصيام والصلاة والإحسان والنهي عن المنكر والتصدق ومضاعفة العطاء ورفع الغبن عن المحتاج، وتلك أسمى الفضائل الأخلاقية التي يمكن للمسلم أن يتّسم بها في هذا الشهر الكريم.