يقع مسجد "رباط الطلبة" في قمة جبال مرجاجو بوهران، دشن سنة 2018، وهو معلم ديني وسياحي يعطي مدينة وهران جمالا كبيرا، حيث تشع أنواره من بعيد، ويصلي فيه كل من يزور جبل المرجاجو الذي يعد من أبرز المعالم السياحية في عاصمة الغرب الجزائري، يحتوي على منارة طولها 25 مترا، ويقع بجانب مقام الولي الصالح مولاي عبد القادر الجيلالي.
كما يعطي المسجد وجها جماليا ورائعا لمدينة وهران وللمنطقة السياحية والأثرية التي تقع في أعالي جبال المرجاجو، فهو ذو طراز فني وإبداعي خاص، تقام في جامع "رباط الطلبة " الصلوات الخمس، بالإضافة إلى شعيرة الجمعة والتراويح خلال الشهر المبارك، فالمتوجه نحو هذا المسجد يضرب عصفورين بحجر واحد، الذهاب من أجل الصلاة و كذا التنزه والاستجمام.
وتوجد في الاتجاهين معا جهة جدار القبلة والجهة الموازية، للجامع نوافذ زجاجية ذو طراز وهندسة معمارية جميلة ومهيبة، وذلك على كل الواجهات باستثناء جهة الدخول، وفي جدار القبلة يوجد المحراب الذي حفر بها، كما يوجد باب صغير في الجهة الغربية من هذا الجدار، للجامع صومعة تقابلها في الجهة الشرقية وشكلها مربع كأغلب المنارات، كما توجد به قاعة للوضوء، واحدة خاصة بالنساء والأخرى للرجال .
وسبب تسمية المسجد بـ "رباط الطلبة"، أنه كان في السابق زاوية يتلقى فيها الطلبة الذين يأتون من كل حدب وصوب دروسا في العلوم الشرعية ،وذلك في عهد الإسبان، وعندما نادى الأئمة "حي على الجهاد"، لبى الطلبة النداء وعزموا أن يجاهدوا في سبيل الله، ولم يكونوا جنودا ولم يتدرّبوا يوما، لكن إيمانهم كان يحركهم ونصرهم الله وحرروا وهران في 27 فبراير 1792، ليتم تسليم مفاتيح مدينة وهران من طرف الإسبان إلى قائدهم "محمد الكبير بن عثمان" الذي استلم المفتاح في مدينة معسكر المجاهدة، وقد حسمت معركة " الأقوال" التي جرت سنة 1791 الأمور، حيث ضمت أكثر من 2000 طالب، جاؤوا من كل مكان، من ندرومة، غريس، ومن وهران، وبدأ عدد الطلبة والشباب يتزايد يوما بعد يوم، لمّا سمعوا بنداء تحرير وهران من الإسبان، تسلحوا بإيمانهم وكان قائدهم ومدربهم "محمد بن عثمان الكبير"، وكانت الزاوية والمسجد حاليا في أعالي جبال مرجاجو "جبل هيدور"،وبفضل موقعه الاستراتيجي استطاعوا أن يكونوا في نقطة قوة مع الخطة التي كان يعتمدها الباي ،وبنصر من الله استطاع الطلبة وحملة القرآن الكريم هزم جيش من الكفار، وتم القضاء على آخر معقل للإسبان في شمال إفريقيا .