حرية التعبير..إلى أين..؟

آراء و تعليقات
- احتفالنا باليوم العالمي للصحافة و حرية التعبير...أمام تفاقم هذا الكم الهائل من الأخبار عبر وسائل الإعلام المختلفة ، من فضائيات وإذاعات و يوميات و مواقع إلكترونية... وأخبار آنية أغلبها كاذبة في وسائط التعبير التكنولوجية. لا يسع المرء سوى أن يتساءل: هل هذا الضخّ الإعلامي الصاخب والرهيب الذي يحكم قبضته علينا آناء الليل وأطراف النهار والذي يشلّ بزخمه وكثافته قدرة الانسان العادي على التركيز والفهم، هل ُيراد من ورائه تغييب الحقيقة أو طمسها وإخفاؤها؟ هل هناك ثمّة جهة ما أو لعلّه أخ أكبر أو شبكة من القوى يهمّها أن تتوارى الحقيقة في زاوية بعيدة بحيث لا يعلم الناس بالضبط ماذا جرى ولا كيف جرى، ولا سبيل إذن لتحقيق هذا الهدف سوى بإشغال الناس وصرف أنظارهم بعيدا عن طريق غمرهم بهذا الطوفان الذي لا ينقطع من التغطيات المشوّشة والقصص الغامضة والتحليلات المتناقضة التي لا تسهم سوى بتزييف الوعي وسلب الارادة ومن ثم إفقاد المتلقّي قدرته الواعية والرشيدة على التمييز والفهم. إننا نعيش الان عصر ثورة تكنولوجيا الاتصالات وجبروت الإعلام الذي يسيّر الانسان كالآلة ويصوغ حياته بل ويشكّل عالمه الجوّاني كلّه بما في ذلك عقله وروحه من خلال ما يستقبله من رسائل وإشارات تجعله يتكيّف لا إراديا مع الواقع من حوله وتسلبه - وهذا هو الاخطر - قدرته الواعية على التفريق بين الخير والشر والحق والباطل والعدل والظلم.

يرجى كتابة : تعليقك