لكل منا ذكرياته الجميلة الخاصة بهم والتي يحب أن يحتفظ بها لنفسه ويعود لها متى حن إليها، لكن هذا لا يمنع من وجود ذكريات جماعية تقاسمها الجزائريون وعاشوا تفاصيلها، وقعها التلفزيون العمومي الذي كان يحرص على لمّ شمل العائلات خلال الشهر الفضيل وترسيخ لمتهم من خلال شبكة برامجية راقية وهادفة رسمت البسمة على وجه الصغير قبل الكبير وخلقت جوا مليئا بالدفء العائلي. هي شبكة لم تجد منافسا لها في يومنا الحالي، حيث بات الجزائري حين يشتاق لتلك الأيام يتوجه إلى محرك البحث غوغل أو "اليوتيوب" ويعود بالزمن إلى الوراء ويشاھد برامج كانت سببا في إسعاده ولمّ شمله مع عائلته. و لعل أكثر البرامج الناجحة في الشبكة البرامجية للتلفزيون العمومي أيام الزمن الجميل هو سيتكوم "ناس ملاح سيتي "للمخرج المبدع جعفر قاسم الذي عرض لأول مرة بالشبكة البرامجية الرمضانية لسنة 2002 ، إلى غاية 2004، أين أدّت أيقونة الفكاهة بالجزائر دور البطولة فيه لـ3 مواسم متتالية، ألا وهي الممثلة "بيونة" التي وقفت إلى جانب كل من الفنان القدير والرائع صالح أوقروت وكمال بوعكاز والراحلة دوجة وكوكبة من نجوم الفكاهة في الجزائر، وقد كان السيتكوم عبارة عن حلقات منفصلة تعالج كل مرة موضوع بطريقة هزلية ساخرة، نجح الممثلون في تجسيدها بطريقة احترافية، وإلى أبعد الحدود ولا يزال الكثير من الجزائريين يستذكرون العمل وذكرياتهم أيام عرضه من خلال إعادة مشاهدة حلقات منه بمواقع التواصل الاجتماعي.