لم تنس العائلات الوهرانية نكهة المقروط والقريوش والطورنو ولم تركن الحلويات التقليدية الأكثر طلبا بعاصمة الغرب الجزائري في القائمة الاحتياطية احتفالا بحلول عيد الفطر المبارك ، ولم تستغن ربّة البيت عن ذوق التمر والعسل والجلجلان تارة و طلية السكر ذات اللون الوردي الموشّح بحلوى "فارميسال" مرات أخرى وهذا بطلب من كبيرة العائلة ومحيطها القريب .
ففي حرب لم ترفع فيها الراية البيضاء ، يواصل سيّد الحلويات الجزائرية تعبيد طريقه وتهيئة المسلك المختصر الذي يضمن له الريادة ويحفظ ماء الوجه ، و ينافس البريستيج والايتيكيت ويتربع على عرش ملك الحلويات ، و يظفر بلقب الصدارة في قائمة طويلة تضم أصنافا عديدة ومتعددة بتسميات جديدة ومتجددة وبحشو طري وبنّة "سبيسيال" ذات أشكال مختلفة من الأساور والأزهار والقلوب و البيستاشيو .
قائمة طويلة لا تعد ولا تحصى من حلويات عيد 2024 فرضت نفسها وبقوة على المائدة الوهرانية وفردت ذراعيها على البساط المزركش ، لكنها لم تستطع أن تزيح أو تضعف ، أو حتى تُقلل من مكانة الثلاثي العجيب المقروط والقريوش والطورنو، هذا الثلاثي الذي فاز بمعدة الوهرانيين وكسب محبّة السلف والخلف منذ عدة عقود ، ونال وسم المذاق الراقي والنكهة المميزة المعطّرة بالقرفة والجنجلان وقشور الليمون والبرتقال وانتزع بلا منازع قصة جميلة تنتجها ربّة البيت وتقدمها في سلسلة يومية في المناسبات العائلية والدينية .
و قد تندفع ربّة البيت نحو رياح العصرنة والموضة وتشارك في موجة صناعة أخر صيحات حلويات عيد 2024 ، وتتقاسم تلك التفاصيل بكل حماس وحيوية لارتباطها الدائم بالجديد وحبّها وعشقها لفن الطبخ العصري ، لكنها تختم وتنهي هذه الرحلة القصيرة " بمقلة" المقروط و القريوش و "سنيوة" الطارنو التي تتمايل يمينا وشمالا وتخطف أنظار الحضور وتخصص لهذه الانواع الثلاثة و في مسك الختام وقتا معينا لإعدادها وطهيها بالطريقة والصورة التقليدية المتداولة ، دون أي إضافات أو لمسات عصرية .