انقضى شهر رمضان المبارك بين كر وفر، تجار استغلوا ارتفاع الطلب على مختلف المواد الغذائية الواسعة الاستهلاك ليضربوا معايير السلامة عرض الحائط، ويغتنموا الفرصة لزيادة الربح، وسلطات تراقب وتفتش وتكشف فضائح الممارسات التجارية لأصحاب المخابز والمطاعم والجزارين وغيرهم ممن يتاجرون بصحة المواطن دون أدنى اعتبار لحرمة وبركة الشهر العظيم.
صور ومشاهد رأينا وعشناها طيلة أيام رمضان فضح من خلالها أعوان المراقبة من المفتشيات الإقليمية للتجارة ومصالح النظافة على مستوى البلديات تجار اللحوم وصانعي الحلويات وباعة المواد الغذائية، حيث أسفرت العملية على إتلاف أطنان من الدجاج والمرقاز واللحم المفروم واللحوم الحمراء الفاسدة، وحلويات أو محضرة بمواد منتهية الصلاحية في ظروف تنعدم لأدنى ظروف النظافة والحفظ، كلها منتجات غذائية كانت موجهة للاستهلاك تحمل سموما قاتلة غير ضاهرة للعيان
ورغم ما أسفرت عنه حملات المراقبة والتفتيش التي امتدت طيلة أيام وليالي شهر رمضان، وما قابلها من تطبيق الإجراءات العقابية في حق المخالفين والمتمثلة في اقتراح الغلق، لم تتراجع التجاوزات ولو بنسبة قليلة بمختلف بلديات الولاية، خاصة ببلدية وهران، حيث سجلت 90 بالمائة من نسبة التجاوزات الخطيرة على مستوى القصابات، تليها المخابز ومحلات الحلويات، ثم نقاط بيع الأسماك، حيث أتلفت كميات كبيرة من الأسماك المجمد الفاسدة، ونسبة قليلة من محلات البقالة، وتمثلت جل المخالفات المرتكبة من قبل التجار والمسجلة في اطار حملات المداهمة والتفتيش، في عدم احترام شروط الحفظ وسلسلة التبريد، وغياب أدنى ظروف النظافة وعرض مواد غذائية منتهية الصلاحية، ولازالت عمليات المراقبة مستمرة حتى بعد رمضان.
قابل ذلك نداءات منظمات حماية المستهلك وتحذيرات المختصين وتوجيهاتهم للمواطنين بالتحلي بالقوة والحذر والقيام بدور المراقب قبل شراء أي منتج، وتعزيز ثقافة التبليغ لدى المستهلك من أجل المساهمة في محاربة المتلاعبين بحياة وصحة وسلامة المواطن مقابل الجري وراء الربح وفقط.