تقرر التعليق المؤقت لرحلات قطار وهران بشار ذهابا وإيابا بداية من يوم أمس الثلاثاء ، حسبما أكدته المديرية الجهوية للشركة الوطنية للنقل بالسكة الحديدية على خلفية الزوابع الرملية التي حالت دون السير الحسن للسفريات المبرمجة بين المدينتين خلال الفترة السابقة .
قرار تجميد الرحلات بين الباهية وهران ومدن الجنوب الغربي هو الخيار الذي وقفت عليه الإدارة الوصية لحماية المسافرين من مشاكل التوقف التي ظل يلازم الرحلة ويقيدها باضطرابات متواصلة تتفاقم حدتها وتتوسع رقعتها في كل تقلب جوي مرفوق بعواصف غبارية تمتد على مدار عدة أيام متتالية .
لم يعرف القطار الليلي ل "وهران- بشار - وهران" لأزيد من 10 أيام الاستقرار في مواعيد ومواقيت الوصول إلى المحطة النهائية ، ولم يتمكن من تجاوز عقبة الترمّل بمسار السكة الحديدية وبالتحديد بالنقطة السوداء المتواجدة على مستوى منطقة المشرية .
ولم يستطع بالمقابل أن يصمد القطار الليلي طويلا في وجه هذه الحواجز الرملية التي استهدفت سكته وتمددت إلى غاية ولاية النعامة وحوّلت الرحلة إلى كابوس حقيقي يعيشه المسافر وطاقم القطار في كل مرة ، وبالأخص بالشطر الرابط بين النعامة والمشرية لمدة تزيد عن ساعات طويلة يقضيها القطار في هذه النقطة بالذات ، لحين التخلص من الرمال المتجمعة من قبل عمال البلدية واستئناف مساره نحو محطته الاخيرة .
وفي أوقات كثيرة يتوقف القطار نهائيا ويصل الأمر إلى حد الاستعانة بحافلات خاصة لنقل المسافرين إلى غاية ولاية بشار واستكمال الرحلة بوسيلة أخرى تسخرها الإدارة الوصية لركابها وتعمل على معالجة هذه المشاكل بطريقة استثنائية تضمن فيها خدمة عمومية متواصلة ولو بصفة مغايرة عن العقد الذي يجمع الإدارة بمسافريها .
ولم تقتصر الإضرابات المسجلة في الرحلات الليلة ، بل مست قبلها قطار كوراديا الذي توقف نشاطه بشكل مؤقت لمدة تزيد عن ال 10 الأيام وبالضبط منذ نهاية شهر أفريل الفارط وألغيت سفرياته وتقلص البرنامج من رحلتين في اليوم إلى واحدة فقط تضمن التغطية بين وهران وبشار ذهابا إيابا .
ومع تواصل سوء الأحوال الجوية تعود الإدارة مرة أخرى إلى قرار التعليق المؤقت كمحاولة منها لتجاوز معضلة الخسائر المادية التي تكبدتها المديرية طيلة هذه الفترة وحملتها أعباء ومصاريف أضافية هي في غنى عنها وتجنب زبائنها مشقة الانتظار والتأخير .