المجاهدة والبرلمانية قراب زهرة تستذكر محطات تاريخية فاصلة :رحلة نضال لم تنته

المجاهدة  والبرلمانية قراب زهرة  تستذكر محطات تاريخية فاصلة  :رحلة نضال لم تنته
الذاكرة
لم تنس المجاهدة والمناضلة والثورية قراب زهرة يوم التحاقها بجيش التحرير الوطني في سنة 1956،ولم تنس تاريخ الخامس جويلية 1962 وقصة كفاح اسمها وردة والاستعمار، وهي لا تزال في سن المراهقة تحلم وتأمل بغد أجمل. ذكريات امتزجت بألم فراق رفقاء درب الكفاح المسلح وفرحة استرجاع السيادة الوطنية بمعطياتها الدقيقة والمفصلة لمحطة حاسمة على امتداد 6سنوات اختزلت من حياة المجاهدة زهرة وهي في سن ال 84 . بعيون الألم وفرحة الاستقلال وبهمة الجهاد والدفاع عن قضية وطنية وبعزم مايؤخد بالقوة لا يسترجع الا بالقوة و باصرار عنصر بارز وفعال في الولاية التاريخية الخامسة منذ سنة 1956 ، فتحت المجاهدة سجل مذكراتها الثورية وبدات تتصفحه من محطة لأخرى ومن حدث لأخر لم يمح ليومنا هذا، ثم تتوقف لبعض الوقت و تسترجع أنفاسها وتمسح دموعها وتحط من جديد عند تاريخ الثالث جويلية 2024عشية الاحتفال بالذكرى ال 62. لم يكن سهلا على المجاهدة وردة ،اسمها الثوري الذي اختاره لها الجيش ، أن تسرد قصة كفاحها وتمر مر الكرام على رمزية الخامس جويلية ولم يكن من الأمر الهين التطرق لتفاصيل تاريخية شديدة وعظيمة بعظمة رجالها ونسائها ،ولم تكن المسألة عادية بالنسبة لها وهي تنقب في ذكرى موثقة بدم الشهداء وتعود إلى عمر الزهور من يوم مغادرة مقاعد مدرسة الفلاح بالمدينة الجديدة بوهران وجمعية العلماء المسلمين لتحلق نحو أخيها المناضل بالجبل وتطير من البادية والقرى لتحسيس سكانها واستقطاب اكبر نسبة من الدعم وتجنيدهم بروح الوطنية والدفاع عن الجزائر من مبادئ بيان اول نوفمبر . بحضن الام والمجاهدة والمربية والمكونة والنائبة والبرلمانية ،استقبلت السيدة قراب زهرة فريق الجمهورية وكلها استعدادا على مواصلة مسار رفقائها الشهداءو وتبليغ رسالتهم لأحفاد جيل الاستقلال وحثهم على صون الأمانة والوفاء بالعهد الغالي الذي دفع ثمنه المليون ونصف شهيد . لم تكن تعلم الحاجة زهرة أن تاريخ عيد ميلادها ال 16 سيرسم لها حدودا جديدة تكون من خلالها علاقات وتمتن على اثرها اواصر الكفاح والتوعية والتمريض مع أفراد الأسرة الثورية الذين لم بنعموا انذاك بطعم الراحة والنوم تلبية لنداء الواجب ولم تكن تدري انها ستخوض معارك فاصلة تجرها إلى حد دائرة البحث و اصدار أوامر القبض في حقها ،وانها ستواجه الموت وهي تقدم الاسعافات للجنود الجرحى وانها قد تضطر إلى توديع المقربين منها وهم يلفظون انفاسهم الأخيرة وانها ستجابه مواقف صعبة لا يتحملها رفيقها الرجل ، وأمام كل هذا وذاك وبين الفواصل الجارحة استمرت الحاجة وردة في الكفاح بين حمل السلاح والتمريض والتجنيد متناسية انها أنثى على الاقل في تلك الفترة مبرزة دور المرأة في النضال والتحرر مثلها مثل الرجل . زهرة التي تطوعت وتجندت لخدمة وطنها في العهد الاستعماري لم تتوقف عجلة عطاءها ولم تركن جانبا حتى بعد الاستقلال حيث زاولت مهمة التدريس لتعليم جيل الاستقلال على مدار 9سنوات من 1966الى غاية 1977، ثم نائبة بالمجلس الشعبي الوطني تحت رئاسة رابح بطاط لمدة 5سنوات وبعدها مستشارة مكلفة بالدراسات على مستوى وزارة التربية حتى سن التقاعد في عام 1989 وفي 2010 تم تعينها في الثلث الرئاسي لعهدتين متتاليتين وأمام كل هذه المهام والمناصب التي تداولت عليها لم تنس المجاهدة دورها تجاه المنظمة الوطنية للمجاهدين على المستوى المحلي والمجلس على حد السواء ولم تنس اليوم وهي في عمر ال 84سنة دورها التربوي تجاه الخلف، جيل الذكاء الاصطناعي لاستكمال واستخلاف من حمل السلاح يوما من أجلهم.

يرجى كتابة : تعليقك