بسرعة الإقناع والخطاب السلس و القيادة السياسية قوية الدعامة أقلع عداد الحملة الانتخابية في جولة وطنية محددة بتاريخ 15 أوت الجاري إلى غاية الثالث سبتمبر المقبل عبر ربوع الوطن ، واختار أن يحمل ركابه الثلاثة نحو محطة شعبية بفواصل اشهارية متنوعة متفاوتة البرامج والشعارات ، يعرض فيها المتنافسون منتوجهم الاستحقاقي بطريقة مدروسة لتعبئة حقيقية تحقق الفوز للمترشح الأوفر حظا .
لم تكن انطلاقة الشطر الثالث والأخير من انتخابات السابع سبتمبر بالعادية و المحصورة في مكيال غير متكافئ الفرص يميل وينحاز نحو كفة المساحة المرهونة بلغة الأوهام والوعود الكاذبة ، ولم تعتمد المرحلة الحاسمة من عمر الاستحقاقات الرئاسية المبكّرة على رجيم تقليدي كلاسيكي معهود لاستقطاب الأصوات ولو بطريقة موازية مخالفة للقانون العضوي للانتخابات و الضوابط التنظيمية بهدف الظفر بكرسي المرادية والفوز بنتيجة دعم ساحقة .
فرضت المستجدات و الإصلاحات التنظيمية والدستورية الأخيرة على رئيس الجمهورية المقبل شروطا مغايرة تتماشى والتحولات الراهنة والتغيرات المسجلة المستقاة من متطلبات الحياة السياسية الراهنة وقيدت المتسابقون بمواجهة معلومة المقاييس الانتخابية ، وأقحمتهم في دائرة المهارات الفنية الثلاث بداية من نشاطات جوارية البعيدة عن خطاب الكراهية والتمييز والاستغلال السيئ لرموز الدولة والتعبير المباشر عبر حصص إعلامية بسلم زمني متساوٍ .
وفي حصيلة أولية لما بلغته الحملة الانتخابية في انطلاقتها الرسمية تلمس الهيئة الناخبة البرنامج الثري الذي يتنافس من أجله كل من السكرتير الأول لجبهة القوى الاشتراكية يوسف اوشيش و المترشح الحر عبد المجيد تبون ورئيس حركة مجتمع السلم عبد العالي حساني الشريف وتقف الساحة الوطنية عند مؤشر السرعة و وتيرة اللاعودة التي اختارها المتسابقون بجولات ماراطونية من أول يوم بكرونومتر متسارع الخطى يشترط عاملي تكثيف اللقاءات الجوارية بلائحة مطالب متفق عليها يغلب عليها طابع الإجماع والتوافق من حيث التصنيف والأولوية .
وأكثر تفصيلا وبشكل مدقق ، استهدف المتسابقون الثلاثة زاوية حماية الجبهة الإجتماعية وتعزيز الدور المحوري للجزائر دوليا وإقليميا من برنامج استحقاقي متنوع ومتعدد يختلف من حيث المكان والزمان ومن الصياغة الجوهرية والاتصال المباشر بزيارات ميدانية إلى النقاط المسطرة من قبل كل من يوسف اوشيش و عبد العالي حساني الشريف ومن خلال تجمعات جوارية تترأسها أحزاب الائتلاف للمترشح الحر عبد المجيد تبون عبر محطات موزعة على تراب ولايات الوطن .
و يحاول رئيس الجمهورية المستقبلي أن يحظى بالدرجة العالية من التأييد والمساندة مسلطا الضوء على اللائحة المضبوطة حاملا معه حقيبة الحلول المقترحة لمشاكل مرتبطة بالحياة اليومية يقدمها للطرف الأخر ليكسب فيها صوت جديد يملئ به صندوق الاقتراع ويرفع بها معدل القبول ويرجح مقاربة ميزان الرئاسيات لصالحه دون سواه .
