مدار غرينيتش المار ببلدية ستيديا بمستغانم..موقع عالمي سياحي غير مستغل

مدار غرينيتش المار ببلدية ستيديا بمستغانم..موقع عالمي سياحي غير مستغل
الجهوي
تزخر ولاية مستغانم بمواقع ومعالم سياحية متنوعة سواء كانت طبيعية أو دينية أو علمية أو تاريخية، تؤهلها لأن تكون قطبا سياحيا بامتياز يساهم في النهوض بالاقتصاد المحلي والوطني، إلا أنه ورغم كل هذا الثراء والمقومات، فإن العديد من الكنوز السياحية لا تزال مهملة وتعاني من غياب وسائل الجذب السياحي التي تشجع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي .حيث تسبب الوضع في دفن الكثير من المواقع التي تعد مهمة جدا في نظر المختصين في السياحة. ولعل من أبرز الكنوز السياحية غير المستغلة على مستوى الولاية، نذكر موقع مدار غرينيتش الذي يمر على بلدية ستيديا غرب مستغانم، الذي يعتبر من الأماكن التي بإمكانها أن تدر أموالا معتبرة للخزينة العمومية، لو تم استغلالها بالشكل الصحيح قياسا بقيمته الثمينة في نظر السياح الأجانب، فهو يعتبر خطا وهميا يتوسط الكرة الأرضية ويمر على الجزائر من بوابة هذه البلدية، و يعد بمثابة التوقيت الزمني الدولي، حيث يحدد التوقيت بناء على المرصد الفلكي غرينتيش المتواجد بلندن والذي أنشئ في 22 جويلية 1675 بأمر من ملك بريطانيا السابق شارل الثاني وحدد وفق قانون 09 مارس 1911، أين توجد صفيحة رخامية معلقة بمدخل بلدية ستيديا. فعلى الرغم من أهمية ومكانة هذا الموقع العالمي الذي تمر عليه المركبات يوميا على مستوى الطريق الوطني رقم 11 الرابط بين مستغانم ووهران، بيد أنه يظل بعيدا عن الاستغلال، لأسباب مجهولة. وحسب أحد الخبراء في السياحة أنه كان من الضروري تخصيص مساحة لإنشاء مركز للبحوث الجغرافية وتعيين مرشدين سياحيين بالبلدية أو الولاية لإرشاد الزوار إلى الموقع بدلا من تركه على ما هو عليه الآن مكانا خاليا، تعبره السيارات والشاحنات يوميا وبلا معلم ماعدا لوحة معلقة تخبر بوجوده في المكان . مضيفا أن الدول الأوروبية تعطي أهمية بالغة لمثل هذه الأماكن، حيث تعتبرها موارد طبيعية سياحية ثمينة جدا ويستغلونه لصالح البحث العلمي كمصدر للمعرفة من جهة ومجال لتنمية السياحة ببلدانهم. وأمام هذا الوضع، أضحى هذا الكنز السياحي بحاجة إلى اهتمام من طرف الجهات المعنية واستغلاله لتشجيع السياحة الداخلية والخارجية وتحويله إلى مورد اقتصادي يساهم في تنمية الولاية و البلاد، حيث لا تزال هذه المعالم السياحية بحاجة إلى توفير وسائل الجذب السياحي من تطوير للإعلام السياحي وتشجيع الاستثمار وتهيئة المسالك المؤدية للمواقع السياحية، وتوفير الخدمات وهو ما طالبت به العديد من الجمعيات. هذا وحسب ما علمته "الجمهورية" أنه بدأ التحرك في الآونة الأخيرة من قبل المسؤولين على مستوى الولاية من أجل الشروع في دراسة الموقع واتخاذ الإجراءات المناسبة لاستغلاله.

يرجى كتابة : تعليقك