استشهد فيها الدكتور البطل "يوسف الدمرجي " " تافرنت" الشرارة الأولى لاندلاع الثورة بسعيدة

استشهد فيها الدكتور البطل "يوسف الدمرجي " " تافرنت" الشرارة الأولى لاندلاع الثورة بسعيدة
الذاكرة
كانت سعيدة من بين الولايات التي لبّ مواطنوها نداء الواجب مع الرصاصة الأولى لاندلاع الثورة التحريرية، ومن أجل حمل السلاح والدفاع عن الوطن الحبيب حتى نيل الحرية والاستقلال، ومن بين هذه المناطق نجد منطقة تافرنت ببلدية سيدي أعمر دائرة سيدي بوبكر، فهذه المنطقة التي استشهد فيها الدكتور البطل يوسف الدمرجي، صعبة المسالك والتابعة لبلدية سيدي أعمر، فجبال تافرنت العالية وسط الأدغال تطل على سيدي اعمر وسيدي بوبكر من الجهة الشمالية، كما تمتد سلسلة مرتفعاتها نحو جبال العش وتطل على بلدية دوي ثابت من جهتها الغربية والشمالية وعلى أولاد خالد من الجهة الشرقية باتجاه مدينة سعيدة فمنطقة تافرنت، شكلت محورا أساسيا لتمركز مجاهدي ثورة التحرير وشكلت نقطة تحوّل بالنسبة للمستعمر الذي رمى بقوته الهائلة في أكتوبر سنة 1958 تطبيقا لمشروع الجنرال جيل، حيث أدى ذلك إلى تحرك الكتيبة السادسة القادمة من منطقة اللبّة ببلدية الحساسنة نحو "تافرنت" نحو منطقة المرجة على مستوى الطريق رقم 92 وهناك حدثت أم المعارك المعروفة بمعركة "المرجة" والتي دامت عدّة ساعات وتكبد فيها المستعمر الغاشم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد ولعل التحاق الكثير من عائلات سيدي أعمر وأولاد خالد وذوي ثابت مبكرا بالثورة وتجاوبهم مع أبجدياتها ومعرفتهم الكبيرة بالمنطقة هو أبسط تفسير ودليل لاحتواء نشاط جيش التحرير بالجهة من حيث التدعيم والتمركز والاتصال، فجعل من المكان ملاذا آمنا يصعب اختراقه، حيث ضحت الكثير من العائلات بسيدي أعمر بالنفس والنفيس من عائلات الشهداء الإخوة بوخليفة ومخبي وفرح وشخصيات من المجاهدين من المرحوم الحاج محمد نجادي ويحياوي وهدي وقريشي وغيرهم، حيث قدمت عائلة قريشي لوحدها خمسة شهداء وهم قريشي العربي وجلول وبغداد ولعرج وأعمر فكل المناطق بولاية سعيدة شاركت في الثورة التحريرية منذ انطلاق الشرارة الأولى فمنهم من كان يقوم بتقديم العون والإطعام للجنود والنسوة كن يقمن بخبز"الفطيرة"ويتم إيصالها للجبال عن طريق "الخيطان" وما هذه إلا عينة من شهداء هذه الأرض الطاهرة والتي تفرقت دماءهم الزكية في أرض هذه الوطن الحبيب حتى ننعم في كنف الحرية والاستقلال .

يرجى كتابة : تعليقك