تحتفي الثلاثاء الجزائر بالذكرى الـ187 لمعركة المقطع بقيادة الأمير عبد القادر و تعتبرمن أشهر المعارك التي خاضها الشعب الجزائري بقيادة الأمير عبد القادر بن محي الدين ضد فرنسا وعمره لم يتجاوز الـ26 سنة، فلقد انتهج فيها إستراتيجية جديدة في الحرب لم يعهدها المقاتلون الفرنسيون من قبل ويحصي الجزائريون عدد قتلى معركة المقطع بـ 500 قتيل في الجانب الفرنسي. وتعتبر معركة المقطع من أبرز المعارك التي حقق فيها الأمير انتصارا عظيما ضد الجنرال تريزال .
ففي 18 جوان 1835 غادر الجنرال تريزل قائد حامية وهران هذه الأخير مجتازا أراضي الأمير بجيش قدر بـ 5000 عربة لنقل الزاد من 07 مدافع قاصدا تخويف القبائل والضغط على الأمير، لكن بوصول الخبر الى الأمير جهز من معسكره تتكون من 2000 فارس و1000 من المشاة وباشر في مراقبة العدو، إضافة إلى عدد من المتطوعين واقتضت خطته تقديم فرقة الخيالة المتكونة من 2000 فارس للف الجيش الفرنسي ووضع الأمير لنفسه قيادة مؤخرة جيش المشاة واستقر بغابة الزبوج المقیتلة.
وفي يوم 27 جوان أرسل تريزل للأمير شروطه من أجل إعادة السلام معتقدا أنه كسب المعركة واشترط عليه الاعتراف بالسيادة الفرنسية وتلقي الأوامر من ملك فرنسا. وفي انتظار الرد بلغه أن العرب قطعوا عليه طريقه إلى وهران فقرر تريزل أن يتجه إلى آرزيو ومن هناك عن طريق البحر إلى وهران.
و معركة المقطع يعتبرها الفرنسيون من أكبر الهزائم أثناء حملات احتلال الجزائر الأولى و أدت إلى الاعتراف بالأمير عبد القادر كقائد عسكري و بدولته في الجزائر و يعيدون الهزيمة لأخطاء تكتيكية و أدى بالجنرال لإعادة تنظيم القوات الرابضة في الجزائر.
وتركت معركة المقطع بصمة شرف في مسيرة معارك الأمير، إذ تعتبر من أشهر المعارك الضارية التي خاضها الأمير وعمره 26 سنة فقط، إذ يقوم بخطط عسكرية يحبكها واستراتيجيات حربية متجددة في كل معركة. وقد واجه الأمير الجزائري عدة جنرالات كالجنرال كومت والذي تم تعويضه بالمرشال كلوزال. كل هذه الأسماء من الجنرالات الفرنسية التي وقفت في وجه الأمير أثبتت الهزائم النكراء التي تعرض لها الفرنسيون على يد عبد القادر الجزائري في معركة غابة أزبوج والتي أحصت فيها 500 قتيل في صفوف الجيش الفرنسي.
ويعتبر تاريخ 28 جوان 1835 في مسيرة الأمير الثورية نقطة انطلاق مرحلة طويلة في مسيرة الشعب الجزائري واصل الطريق إلى الحرية والإستقلال وذلك بعزيمة وإرادة فولاذية وما أخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة وبهذا دخل الأمير عبد القادر في ذاكرة الثورة ونقش اسمه بحروف من ذهب ليحمل من بعده المشعل عدة أسماء بارزة ضحت بالنفس والنفيس من أجل أن تحيا الجزائر حرّة مستقلة ليمضي الإستقلال بعد 132 سنة من الإستعمار بدماء مليون ونصف المليون شهيد
وتحتفل الجزائر سنويا بمعركة المقطع بكونها المعركة التي برهنت على إمكانية هزم المستعمر الفرنسي وتعتبر معركة المقطع واحدة من المعارك التي حقق فيها الأمير انتصارا عظيما ضد الجنرال الأعور تريزال ، فخلال 17 سنة، قاد الأمير عبد القادر 116 معركة بجيش يتكون من أكثر من 140 جندي و5 أمراء بالإضافة إلى 16 رئيس حرب.