يرى الدكتور محمد مرواني أستاذ الإعلام والاتصال أن استخدام الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض "الفيتو" الأربعاء الماضي ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف إطلاق النار في غزة، يُجسّد انحياز الإدارة الأميركية الأعمى لحكومة الاحتلالو موقفها الداعم و المؤيد للعدواني الصهيوني وجرائمه ضد الإنسانية المرتكبة في قطاع غزة.
و أضاف أستاذ الإعلام و الاتصال،أمس في تصريح لـ "الجمهورية"، أن أمريكا بهذا القرار تؤكدعلى ازدواجه خطابها بشأن موقفها من هذه الحرب من جهة و تتصدى بكل وقاحة لإرادة العالم بأسره، من جهة أخرى،بعدما أيّدت 14 دولة من أصل 15 في مجلس الأمن القرار، بينما انفردت الولايات المتحدة بمعارضته، في موقف -يصفه مرواني- بالمتعجرف يعكس استهتار إدارةترامب بالقانون الدولي، ورفضها التام لأي مسعى دولي لوقف نزيف الدم الفلسطيني.
وأشارالأستاذ الجامعي بأن موقف السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية يُشكل ضوءأخضر للإرهابي نتنياهو المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية، لمواصلة حرب الإبادة الوحشية ضد المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزةمذكرا إلى أن ما قدّمته ممثلة الولايات المتحدة في مجلس الأمن خلال جلسة التصويت، لم يكن إلا استمرارا لنهج التضليل وقلب الحقائق الذي تنتهجها واشنطن، وتنكرا لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في مقاومة الاحتلال وتقرير المصير.
و في السياق ذاته، أكد محمد مرواني أن فشل مجلس الأمن الدولي في إيقاف حرب الإبادة المستمرة منذ عشرين شهرا، وعجزه عن كسر الحصار وإدخال المواد الغذائية إلى المدنيين المجوّعين في القطاع، يثير تساؤلات جوهرية حول دور مؤسسات المجتمع الدولي، وجدوى القوانين والمواثيق الدولية التي يواصل الاحتلال انتهاكها يوما بعد يوم دون أي مساءلة أو تحرك فعلي. و استرسل المتحدث قائلا: " الذي يحكم واشنطن في هذا السياق هو ضعف الموقف الإقليمي والعربي تجاه الحرب وإمكانية السيطرة عليه حتى لو من خلال التصريحات والإيماءات ودون ذلك تبقى المصلحة الإستراتيجية مع إسرائيل وهو ما يفسر الفيتو الأمريكي".وتابع:" موقف واشنطن ينحاز للصهاينة بشكل كامل حتى وإن ظهر بعض التوتر بينهما".
وفيما يتعلق بالموقف العربي، يقول مرواني بأنه لا يرقى إلى حجم التحديات و لا يمكن أن يمنع الإبادة الجماعية رغم بعض التحركات و لم يستثن من قوله دور الجامعة العربية التي –حسبه-
لم تفعل أيّا من أدواتها الدبلوماسية منذ اندلاع الحرب، واكتفت ببيانات رسمية تراوحت بين الدعوة إلى وقف التصعيد ومناشدة المجتمع الدولي التدخل دون اتخاذ أي قرارات حقيقية على الأرض، لافتا إلىأنه كان بإمكان الحكومات العربية اتخاذ مواقف كاستدعاء السفراء أو تجميد اللقاءات الثنائية أو حتى التهديد بوقف التطبيع مع إسرائيل لإنهاء الحرب وهو ما لم يحدث أو حتى استخدام ورقة الضغط على أمريكا بالمقاطعة أو الالتفاف حول المقاومة و كذا الاتجاه نحو مسارات استخدام المساومة لاسيما في المجال الاقتصادي . و تمنى لو اشترطت الدول العربية التي وعدت ترامب بكل الاستثمارات،بحصوله عليها مقابل وقف العدوان على غزة فورا و هو –بحسب- مروانيبإمكانهأن يعيد النظر في سياسات الولايات المتحدة المنحازة بشكل مطلق لإسرائيل.
كما دعا محمد مراونيإلى توحيد الإعلام العربي و انتشالهمن حالة الهشاشة و الضعف اللتان يعاني منهما حتى يصنع لنفسه سلاحا فعالا و مؤثرا للتصدي للعدوان الغاشم على غزة.
بالمقابل،أشاد الدكتور محمد مرواني بدور الجزائر المحوري في مساندة ودعم القضية الفلسطينية ومقاومتها وموقفها الثابت و جهودهاالدءوبة في مجلس الأمن الدولي التي تدفع في اتجاه وقف العدوان الصهيوني على غزة، مبرزا الجهد السياسي والعمل الدبلوماسي المبذولين من قبل الجزائر بمجلس الأمن الدولي في سيبل دعم القضية الفلسطينية والدفع نحو تنفيذ مقتضيات القانون الدولي في سبيل وقف الإبادة الجماعية في غزة وإنهاء الاحتلال الصهيوني و تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته و تقرير مصيره.وأكد في هذا الشأنأن الجزائر لن تتخلى عن فلسطين وأنها رغم"الفيتو"الأمريكي ستعود إلى هذا المجلس مرارًا وتكرارًا من أجل الأطفال والنساء والجائعين ومن أجل الكرامة. مشيراأن القضية الفلسطينية ستبقى جزءا لا يتجزأ من وجدان الشعب الجزائري، الذي يعتبرها قضية الأمة بأسرها وليست حكرا على الفلسطينيين وحدهم.
