شاءت محاسن الصدف أن يعيش الجزائريون فرحة 3 أعياد في بضعة أيام، أعياد مجد وعزّ وفخر، عيد الاستقلال وعيد الأضحى المبارك، وعيد نجاح الألعاب المتوسطية التي استضافتها وهران من 25 إلى 6 جويلية 2022 ..
ننتعش نحن اليوم بدورة وهران للألعاب المتوسطية التي أبهرت وتصدرت بجدارة تاج المتوسط، وكانت بشهادة الوفود المشاركة والصحافة المحلية والعالمية وأعضاء اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط وكافة الملاحظين والخبراء دورة التميز والامتياز، ومازلنا نحلل "ثورة الجزائر"واجتهادها في الانفراد بالطبعة الأحسن والأقوم منذ نشأة الألعاب عام 1967 وتنظيم أول دورة لها بمصر الشقيقة ..
لقد اجتهدت الجزائر لتكون الطبعة ال19 ناجحة، فكانت الأفضل والأحسن والأرقى في بلد الكرم والجود وحسن الضيافة، بلد أعدّ العدة، وحرِصَ شدِيدَ الحرص، وسَخّر كافة الإمكانيات البشرية والمادية ليرتاح ضيوفه ويتألقون
ويبدعون في سماء عروس المتوسط ..
كان الرهان على حفل الافتتاح فكان عالميا وتاريخيا، وأضفى مِسك حفل الاختتام مِسكًا على مِسكِ نجاح دورة وهران وما حصده الجزائريون من ميداليات افتككنا بفضلها المرتبة الرابعة بين الدول المشاركة والرابعة عربيا ب 53 ميدالية (20 ذهبية، 17 فضية، 16 برونزية )
حصاد وفير ..بطله الأول الجمهور الجزائري الذي أقبل بقوة على المنافسات وشجع الدول المشاركة وممثليها دون استثناء بروح رياضية هي من شيمه وأصوله وثقافته .. فكسب العلامة الكاملة في احترافية احتضانه لإحدى أهم الدورات الرياضية الدولية..
نخوة التحدي وكسب الرهان تزامنت مع عيد مجدنا و حريتنا، ستينية الاستقلال
التي أرادت السلطات العليا للجزائر أن يكون الاحتفال بها استثنائيا يُبِينُ عن قوة الجزائر العسكرية وسؤدد جيشنا الوطني الشعبي، فاستمتعنا وشهد العالم استعراضا عسكريا مهيبا حضره رؤساء 6 دول شقيقة وصديقة ووفود أجنبية وشخصيات سياسية كبيرة، استعراض وثَّقته للتاريخ وسائل إعلام عربية ودولية أشادت في أخبارها وبرامجها بستينية استقلال الجزائر وبالبراعة والهيبة والقوة التي احتفلت بها..
هي الجزائر التي تُبهر وتنفرد بالإبهار ومحطات الجزائر التاريخية تحفظ أننا صنعنا مجدا من ذهب، دشناه بأعظم ثورة في التاريخ كسرت وحاربت وطردت أعتى قوة استعمارية آنذاك..هي الجزائر القوية بمواقفها الثابتة وفي مقدمتها عدم التدخل في شؤونها الداخلية وعدم تدخلها في شؤون الدول الأخرى ..
محظوظون نحن اليوم أيضا ونحن نستعيد أجواء الفرحة بعيد الأضحى المبارك بعد موسمين من الحظر فقدنا فيهما من الأحبة والأقرباء ما فقدنا بسبب وباء كورونا الذي هزّ العالم أجمع ..نسترد والعالم عافيتنا..عافية مشروطة بالوقاية والحماية والمزيد من الوعي ..عيد جمع الجزائريين كما أسعدتهم أجمل طبعة للألعاب المتوسطية وكما غمرتهم فخرا وشموخا الاستعراضات التاريخية وغير المسبوقة لستينية الاستقلال ..المجد والخلود لشهدائنا الأبرار وتحيا الجزائر ..