مظاهر التريف تزحف إلى الباهية من جديد

مظاهر التريف تزحف إلى الباهية من جديد
وهران
عادت مظاهر التريف والصور المسيئة لمدينة وهران التي لقبها سكانها والإعلام الوطني والدولي خلال فترة احتضانها للألعاب المتوسطية بالمدينة الميتروبول، فقد ساهمت هذه التظاهرة الدولية في إحداث تغيير جذري بالمدينة. وبأعجوبة اختفت المفرغات العشوائية وعربات الدواب والمركبات القديمة المتدهورة التي تستعمل في نقل النفايات التي تم فرزها من بلاستيك وحديد وخردوات لبيعها لمصانع ووحدات التحويل وحتى الكلاب الضالة اختفت أيضا من الواجهة. لكن للأسف الشديد يلاحظ المواطن في هذه الأيام عودة هذه الظواهر السلبية إلى الشوارع الكبرى والأحياء وصارت الدواب تجرّ الأحمال بكل حرية بمدينة وهران في غياب الحملات التي تستهدف مثل هذه الظواهر، كما عادت المفرغات الفوضوية والرمي العشوائي للنفايات إلى الشوارع الكبرى بقلب وهران وأحيائها التي تزينت قبل أسبوعين فقط بألوان المتوسط، حتى كدنا نظن بأن البهاء عاد إليها من جديد، فكانت طيلة العرس المتوسطي أنظف مدينة بكامل التراب الوطني بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات المحلية في سبيل تزيين الباهية وجعلها الأفضل والأجمل ضمن مدن حوض البحر الأبيض المتوسط، حتى تستقطب المعجبين والسياح. غير أن هذه الصور الجميلة لم تدم طويلا حيث أُطلق العنان للعربات المجرورة القديمة والمتدهورة التي أصبحت تجوب الولاية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، تنقل كل أنواع الخردة والنفايات التي تتساقط من الأكياس المتدلية منها خلال تجولها بين الأحياء والطرقات السريعة، مخلفة وراءها كل أشكال التلوث البيئي ومظاهر التريف. وغالبا ما تكون التجمعات القصديرية المحيطة بالمدينة مصدر كل ذلك، فبهذه الأحياء الفوضوية نمت المفرغات العشوائية وإسطبلات الدواب، فاستعاد أصحابها مصادر أرزاقهم المرتكزة أساسا على جمع النفايات وفرزها بعشوائية كبيرة. حاويات النفايات هي مجال عملهم فيُفرغونها من محتوياتها على الأرض بحثا عن البلاستيك أو الحديد أو غيرهما، ليغادروا المكان نحو أسواق الخردة ووحدات التحويل تاركين الأحياء التي مرّوا بها في حالة يرثى لها، ومع تأخر حملات التنظيف يتوسع نطاق المفرغات، محتلة مساحات أكبر بين الأزقة والعمارات والتجمعات السكنية، ثم تتحول إلى مصدر تلوث بيئي وانتشار رهيب للحشرات الناقلة للأمراض والزواحف مع الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة. وأمام هذا الوضع الذي ينبئ بالأسوء إن لم يتم إطلاق حملات نظافة ومراقبة، فستعود الباهية إلى سابق عهدها وتضيع كل المجهودات التي بُذلت والأموال التي صُرفت قبل وخلال الألعاب المتوسطية، والمهمة ليست صعبة ويكفي أن تقوم كل جماعة محلية بدورها في تنظيف إقليمها وإخطار السلطات الولائية بما يحدث من اعتداء على البيئة والمحيط ومنع توسع القصدير والاستغلال العشوائي والمتسارع للمفرغات.

يرجى كتابة : تعليقك