الوقاية خير من العلاج

آراء و تعليقات
حقيقة لا ندري من أي نوع من البشر صنع هؤلاء الذين يتسببون في موت غيرهم؟... وهل يستطيعون النوم بعد الكوارث التي يحدثونها؟... وأي نوع من الوسائد يضعون رؤوسهم عليها؟... وهل حقيقة يصمت ضميرهم ولا يؤنبهم عندما تزهق روح بريئة بسبب إهمالهم؟... وحبهم لجمع المال حبّا جمّا بمصاريف أقل... خاصة إذا كان بإمكانهم تفادي الأمر، وحماية الحال والمال ومن يقوم عليهما، باتخاذ جملة من التدابير، تعود عليهم بالنفع إذا ما حدث مكروه ما. فأين الضرر لو اتبع هؤلاء إجراءات السلامة... وابتعدوا عن المجمعات السكنية، أو على الأقل وفّروا الوقاية اللازمة لعمالهم بدل تعريض حياتهم للخطر، بسبب طبيعة النشاط المستخدم في الورشات السرية، التي يختار أصحابها أماكنها بعناية فائقة، وعادة ما تكون في أقبية العمارات، وفي مستودعات لا تلفت إليها النظر، لكنها تقع ضمن مجمعات سكنية كبيرة، لا يتناسب نوع النشاط المختار بها مع طبيعة الحي السكني، ويكون سببا في حدوث كارثة. لكن مثلما تقع المسؤولية على من انعدمت ضمائرهم وكانوا سببا في إزهاق أرواح بريئة بهدف جمع أموال طائلة، نجد بأنه للمواطن هو الآخر جانب منها، وذلك لأن هذا الأخير يعتبر شريكا متواطئا مع هؤلاء القتلة، لأنه لم يقم بواجبه كشخص متحضر، لا يقبل بالتجاوزات والخروقات التي من شأنها إحداث الكوارث، فمن المفروض أن يبلغ الجهات المعنية عندما يلاحظ أشياء مريبة، أو نشاطا مشبوها، خاصة عندما يلاحظ أن شخصا ما قام بإحتلال أحد أقبية العمارات التي تمثل تهديدا مباشرا له ولغيره، أو كثرة التردد على مكان معيّن، خاصة وأن الدولة أتاحت للجميع الإتصال على الأرقام الخضراء للتبليغ عن أي شيئ مشبوه، ويكون المبلغ محميا بقوة القانون، وبهذا يكون قد ساعد في توفير السلامة بحيه وحماية أهله وغيره، ويكون شخصا إيجابيا لديه ثقافة المواطنة، التي ينبغي تعزيزها بقوانين أكثر ردعا لكل من تسوّل له نفسه اللعب بحياة الآخرين، تحت مسمى "أنا ومن بعدي الطوفان"، مستغلا حاجة البعض للعمل خاصة النساء، ليقيم ورشات خياطة، ومصانع تحت أرضية لا تتوفر حتى على التهوية.

يرجى كتابة : تعليقك