شدت العروض الفنية الإنشادية التي قدمتها فرقتا "السلام" الجزائرية من تبسة و "حزب المهدية" من تونس أنظار الجمهور الذي حضر مساء أمس الأربعاء السهرة الثانية للطبعة التاسعة للمهرجان الدولي للإنشاد بالمسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة، حيث صفق الحضور مطولا لمختلف القطع الموسيقية التي قدمها المنشدون. وكانت السهرة الثانية، المخصصة حصريا لفضائل النبي محمد (صلى الله عليه و سلم) و التي تميزت بحضور لافت للعائلات، مناسبة لمنشدي الفرقتين لآداء عدة وصلات على غرار  "زاد النبي" و "محمد جد الحسنين" و ''هادي الأرواح" و "صلو على خير الأنام" سحروا بها محبي المدائح الدينية المليئة بالثناء على النبي محمد. كما ميز تلك الأمسية الأصوات الشجية لقادة الفرقتين اللذين أبدعا في تنقلهما بين مختلف الطبقات الصوتية و شكلا فسيفساء فنية تمزج ما بين الروحية والصوفية ليسافرا بالجمهور إلى عالم التصوف والإيمان والتفاني قبل أن يعودا إلى جو من الإيقاع الصوتي كأحد أشكال التنوع و الحركية على ركح المسرح في نهاية كل قطعة موسيقية. وقد صرح ممثل فرقة "السلام" الجزائرية، محمد أنيس زروقي  لوأج عن فخره بالمشاركة في هذا الحدث مضيفا أن فرقته تسعد كثيرا في كل مرة تقدم فيها عرضا بقسنطينة، فيما قال فاضل السقا قائد الفرقة التونسية أن مجموعته اكتشفت جمهورا مولعا بهذا النوع الفني. وفي نهاية هذه السهرة، شكر محافظ مهرجان الإنشاد الثقافي الدولي لقسنطينة سمير لوهواه منشدي الفرقتين على أدائهم الراقي وجدد الترحيب بالفرقة التونسية ، معلنا أن هذه المجموعة ستعود قريبا إلى قسنطينة في إطار تظاهرات أخرى. تجدر الإشارة إلى أن محبي مهرجان الإنشاد أشادوا بتنظيم هذه التظاهرة بالتوازي مع إحياء المولد النبوي الشريف، مثلما ذهب إليه زين الدين، معتبرا أن الأمسية الثانية أعادت الجمهور إلى أجواء الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف وارتقت إلى مستوى التطلعات. للتذكير، فإن الطبعة التاسعة للمهرجان الدولي للانشاد التي ستستمر إلى غاية يوم 14 أكتوبر الجاري، ستشهد في سهرتها الثالثة مشاركة فرقتي "البهاء" من بوسعادة (المسيلة) و "أنوار الحبيب" من ولاية ورقلة.