المجاهد فرطاس حسين يستذكر بطولات العربي بن مهيدي وأحمد زبانة ومفدي زكرياء

جامعة وهران (1) أحمد بن بلة تطلق جلسات الذاكرة تخليدا للذكرى الـ68 لاندلاع ثورة التحرير

جامعة وهران (1) أحمد بن بلة تطلق جلسات الذاكرة تخليدا للذكرى الـ68 لاندلاع ثورة التحرير
وهران
نشط المجاهد فرطاس حسين الجلسة الأولى من جلسات الذاكرة التي أطلقتها جامعة وهران (1) أحمد بن بلة ، تزامنا مع احتفال الجزائر بالذكرى الـ 68 لاندلاع الثورة التحريرية المصادف لتاريخ 01 نوفمبر 1954 ، حيث احتضنت قاعة المحاضرات لكلية الأدب والفنون الكائن مقرها بجامعة بلقايد فعاليات الحدث التاريخي . و أشرف على افتتاح الجلسة الأستاذ بلحاكم مصطفى مدير جامعة أحمد بن بلة الذي قدم تعريفا مختصرا حول برنامج جلسات الذاكرة التي ستتواصل عبر عدة محطات والتي ستكون بمثابة جسر يربط الجيل الجديد وتعريفه بتاريخه الحافل بالأحداث المشرفة ، في حين رحب بالمجاهد الفذ فرطاس حسين وأشار لبطولاته في ميدان التحرير إبان الثورة المجيدة . • "فرطاس" عائلة ثورية ... سجلت اسمها بماء من ذهب ومت أحيلت الكلمة للدكتور بلحاج محمد الذي نوه ببطولات منطقة العامرية وحاسي الغلة التابعتين للمنطقة الخامسة إبان الثورة والآن هما بلديتين تنطويان تحت الغطاء الإداري لولاية عين تموشنت حاليا ،لمجابهة الاستعمار الفرنسي الغاشم منذ أن وطأت رجله أرض الجزائر مرورا بثورة التحرير التي نال الشعب الجزائري حريته من خلالها ، كما سلط الضوء على عائلة فرطاس لما أنجبت العديد من الأبطال الذين ضحوا بالنفس والنفيس مقابل استرجاع الحرية لوطننا الغالي الجزائر ، وقال الدكتور بلحاج محمد : " المجاهد ترعرع وسط أسرة محبة للوطن ، بدليل أن أفرادها من الأوائل الذين انتسبوا لجبهة التحرير الوطني ، وأبعد من ذلك فان أعضاء المنظمة الخاصة من عائلته هذه الأخيرة التي أوى إليها منفذ عملية البريد المركزي بوهران سنة 1949 مباشرة بعد إتمام المهمة " • فرطاس حسين .. بطل ثوري تحت قيادة الشهيد العربي بن مهيدي ... ليتقدم المجاهد ،البطل المغوار فرطاس حسين من مواليد حاسي الغلة (الرحال سابقا بولاية عين تموشنت) 26 مارس 1936 ،ليسرد على مسامعنا مساره الثوري حيث انضم لصفوف النضال في الحركة الوطنية للانتصار والحريات التي خلفت الحزب السري PPA وهو لم يتجاوز سن الـ 14 وفي سن الـ 15 وليت له مهمة قياديا نظرا لكونه الفرد الوحيد المتعلم ضمن مجموعته ، وعند اندلاع الثورة سنة 1954 كان لم يبلغ سن الـ 18 بعد ، ورغم ذلك شارك الجهاد تحت لواء قيادة الشهيد البطل العربي بن مهيدي والذي خلفه في تغطية هذا المنصب بعد استشهاده المجاهد فرطاس محمد . • ثورة نوفمبر ... ثورة المعجزات ومن بين الأمور التي بقيت راسخة في ذهن المجاهد وبدأ بسردها وعيناه مملوءتان بالدموع ،هي الظروف التي اندلعت فيها الثورة المجيدة ،والتي يقول عنها :" لم نكن نملك أسلحة ، كل ما كان بجعبتنا عدد بسيط من أسلحة الصيد لا يتجاوز عددها الـ 20 بندقية ،الأمر الذي دفع القيادة إلى السعي لصناعة المتفجرات والقنابل البسيطة باستعمال البارود الذي كانت تخزنه بعض العائلات التي يمارس رجالها الصيد ،وبالنسبة للملابس العسكرية فكنا نشتريها من محلات بيع الملابس المستعملة وهنا استوقفكم لحكاية قصة وقعت لي مع الشهيد بن عبد المالك رمضان رحمه الله ، أين ذهب لأحد محلات بين الملابس المستعملة ووجد بدلة عسكرية بثمن 15 دج ولم يكن يملكه ،فعاد إلي ليستعير المبلغ ويعود لشرائها ويتوجه للعمل العسكري الذي كلف به... "(هنا توقف المجاهد عن حديث بعد أن غلبته دموعه) . وقد قدم المجاهد فرطاس العديد من الأعمال ضمن شبكات جبهة التحرير الوطني وقد القي عليه القبض العديد من المرات ،أين تقاسم السجن مع شهيد المقصلة أحمد زبانة بالمدينة الجديدة بوهران وحتى مفدي زكرياء عندما حول إلى البرواقية في الجزائر العاصمة . • المجاهد حسين يقاسم السجن مع شهيد المقصلة بوهران وشاعر الثورة بالعاصمة ... وعن معاناته في السجن يقول المجاهد حسين : " قد مورست عليا أبشع طرق التعذيب النفسي والجسدي وبسببها تعرضت إلى طعنة على مستوى الذراع الأيسر وفقد وظيفته إلى يومنا ، كما كنا نتقاسم غرف مع قرابة 170 سجين وهي لا تتحمل أكثر من 80 نزيل ، في حين كنا نجبر على الاستحمام باستعمال المياه الباردة خلال فصل الشتاء وكنا نستحم جماعيا الأمر الذي دفعني إلى نقل شكوى إلى الإمام الذي كان يزورنا كل أسبوع وعندما علم مسؤول السجن تم سجني على انفراد وتعذيبي بأبشع الطرق غير الإنسانية " ، كما سجن رفقة المجاهد بن حميدة عبد الرحمن أول وزير للتعليم في الجزائر المستقلة . وأنهى المجاهد حسين فرطاس كلامه موجها رسالة للطلبة وللشباب الجزائري عامة ،قائلا:" عند الاستقلال كان عدد الطلبة الجزائرين يتمثل في 200 طالب جامعي واليوم لدينا الآلاف من الطلبة والأساتذة والدكاترة والعلماء وهذه نعمة يجب أن نحافظ عليها ونستعملها لتطوير الجزائر وحمايتها من مختلف الأزمات والمتربصين بها ونعمل سويا للتقدم بها نحو الازدهار والتطور ،لأنه لا وطن لنا غير الجزائر ... ولو دعيت للجهاد من أجله من جديد للبيت النداء رغم كبر سني ووهني جسدي " وفي ختام الجلسة حضي المجاهد بتكريم رمزي من قبل عميد كلية الأدب والفنون وكذا الأستاذ بلحاكم مصطفى مدير جامعة أحمد بن بلة . في حين اغتنم السيد بلحاكم الفرصة ليقدم دعمه الكامل للطلبة الأجانب الذين يكملون دراساتهم العليا بذات الجامعة وهذا بمناسبة اليوم الترحيبي للطلبة الأجانب "marhaba day " وأكد لهم أن أبوابهم مفتوحة أمامهم والأسرة الجامعية تعمل لتوفير كل الظروف الملائمة لخلق أجواء تعليمية مريحة لهم ولجميع الطلبة ، وعبر عن امتنانه لطلبة كلية الأدب والفنون الذين حضروا بقوة وملئوا القاعة على أخرها راغبين في الاستماع لما في جعبة المجاهد فرطاس حسين من قصص عاشها ورفقاء دربه ومن بينهم المجاهد سبيع عمار زميله في النضال والذي حضر الجلسة . === ولتفاصيل أكثر عن حكاية المجاهد ورفقاء دربه ندعوكم لولوج الصفحة الرسمية لجريدة "الجمهورية" عبر موقع الفيسبوك ‎جـريـدة الجمهوريةJournal El Djoumhouria/‎ لمتابعة الفيديو كاملا للسيد فرطاس حسين ، إليكم الرابط : https://www.facebook.com/elDjoumhouria/videos/1396063027801036

يرجى كتابة : تعليقك