المجهولون", فيلم روائي طويل يرصد الأوضاع المعيشية الصعبة في رواندا

المجهولون", فيلم روائي طويل يرصد الأوضاع المعيشية الصعبة في رواندا
ثقافة
عرض مساء أمس الاثنين بالجزائر العاصمة الفيلم الروائي الطويل "المجهولون" للمخرج الرواندي موتيغاندا وا نكوندا, وهو عمل درامي يرصد الأوضاع المعيشية الصعبة لطبقة واسعة من الروانديين رغم الطفرة الاقتصادية التي تعرفها بلادهم منذ سنوات. ويتطرق هذا العمل, المنتج في 2021 والمقدم في إطار مسابقة الطبعة ال11 للمهرجان الدولي للسينما بالجزائر (فيكا), لقصة حبيبين شابين من العاصمة كيغالي, يدخلان في علاقة عاطفية ليعيشا بعدها معا في حي فقير وبائس في ضواحي العاصمة حيث يعانيان من ظروف مادية واجتماعية قاهرة. ويشتغل "فيلبي" (إيف كيجيانا) عون أمن رغم مستواه الجامعي وأما حبيته "كاتي" (كولومبي موكيشيمانا) فبائعة متجولة للملابس المستعملة, غير أن ما يجنيانه لا يكفيهما وخصوصا مع قدوم رضيع صغير في حياتهما فتزداد بذلك ظروفهما المادية مأساوية بسبب المصاريف اليومية وأجرة البيت المتواضع الذي يأويهما, ما يجعل حياتهما لا تطاق. تغيب "كاتي" ذات ليلة بعد أن تذهب للبيع في الشوارع غير أنها لا تعود للبيت بسبب تعرضها للضرب المبرح من طرف قوات الأمن التي تسجنها وتصادر كل ما كان لها من مال وسلعة فتصاب بانهيار جسدي ونفسي وتزداد ضغوطها ومشاكلها مع زوجها لتتأزم الأوضاع وتنتهي الأمور بجريمة قتله لها. يرسم الفيلم, في ساعة و30 دقيقة, صورة حزينة عن الحياة في رواندا وخصوصا للطبقات الفقيرة في ظل صعوبات الحياة اليومية والبطالة المتفشية وارتفاع الأسعار, كما يبرز العمل التفاوت الطبقي الذي تبلور في أعقاب الطفرة الاقتصادية التي تعيشها البلاد منذ سنوات, فبينما ترتفع العمارات الشاهقة هنا وهناك, كما يظهر في الفيلم, تحيط بهذه الأحياء التجارية والسكينة الراقية الكثير من التجمعات الفقيرة. لقد جاء العمل واقعيا للغاية وخصوصا من ناحية التصوير والحوارات، كما غابت عنه تقريبا الموسيقى التصويرية ما زاد في واقعيته أكثر, وقال المخرج عقب العرض أن عمله "مقتبس من أحداث واقعية حدثت في 2011 لأناس كان يعرفهم", مضيفا أن الفيلم "يبرز الواقع الحالي للمجتمع الرواندي, فكيغالي تعيش نموا اقتصاديا متسارعا يقابله ارتفاع في البطالة ومشاكل اجتماعية ..". وعن واقع السينما في بلاده يقول المخرج أنها "سينما شابة يميزها بروز الفنانين الشباب المستقلين, مثله تماما", غير أنه يوضح أن "الموارد قليلة, خصوصا أن بلاده لا تحوز صندوقا لدعم السينما". وعرض هذا العمل في العديد من المهرجانات في 2021 على غرار الطبعة ال35 لمهرجان فريبورغ الدولي للأفلام بسويسرا أين قدم للمرة الأولى, والطبعة ال27 للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون في واغادوغو (فيسباكو) ببوركينافاسو أين حاز جائزة أفضل سيناريو. درس موتيغاندا وا نكوندا العلوم الزراعية ثم الصحافة والسينما, وفي 2013 و2014 أنجز عددا من الأفلام القصيرة والتلفزيونية, وهو حاليا بصدد إتمام فيلمه الروائي الطويل الثاني. وتستمر فعاليات المهرجان الدولي ال11 للسينما بالجزائر (فيكا) المخصص للفيلم الملتزم إلى غاية 11 ديسمبر الجاري, وسط مشاركة 60 فيلما من مختلف البلدان بينها 25 عملا ضمن المنافسة, وتركز هذه الدورة خصوصا على قضايا المقاومة والمرأة والبيئة.

يرجى كتابة : تعليقك