أكد مشاركون في أشغال ملتقى نظم يوم الأربعاء بأدرار على أهمية التعامل بشكل استباقي مع القضايا الأمنية الحديثة لتفادي انعكاساتها على استقرار وأمن الدول.
و أبرز متدخلون, من أساتذة جامعيين وباحثين في هذا اللقاء الذي نظم بجامعة أحمد درايعية بأدرار بعنوان "الردع و الاستباق في استراتيجيات التعاطي مع النزاعات في الشرق الأوسط و شمال إفريقيا" ضرورة اعتماد مقاربات استباقية, سيما منها الدبلوماسية, في التعامل مع القضايا الأمنية الحديثة لتفادي انعكاساتها الخطيرة على مصالح الشعوب وعلى استقرار وأمن الدول.
و أجمع الحاضرون في هذا الصدد على أن "الصراعات الحديثة بدأت تأخذ أشكالا و أساليب متعددة, مما حتم على الدول استخدام كل الوسائل الوقائية السلمية و الأمنية لتفادي انعكاساتها على شعوبها".
و أكدوا خلال هذا اللقاء الذي نظم بالتعاون مع وحدة البحث ''الجزائر و تحديات الأمن السيبراني'' و فرقتي البحث ''الجزائر والتهديدات الأمنية الجديدة و ''الأمن والتنمية في إفريقيا'' وبمشاركة الجيش الوطني الشعبي, إلى أن المخاطر التي تواجهها الجزائر متنوعة و متعددة مما يستدعي, حسبهم, -- إتخاذ كافة الوسائل المتاحة لمواجهتها.
و دعا المشاركون في اللقاء إلى إنشاء مؤسسات و اعتماد آليات جديدة لتوسيع النقاش العلمي حول المسائل الأمنية و الاستراتيجية ذات الصلة باهتمامات الجزائر الاستراتيجية.
و تم التأكيد في ذات السياق على أهمية الإبقاء على الجاهزية العسكرية من أجل الردع بما يضمن عدم المساس بأمن و استقرار الجزائر.
و تطرق البروفيسور بوقارة حسين من جامعة الجزائر في مداخلته إلى مفهوم الردع كوسيلة وقائية ضد التهديد لمنع ومجابهة أي عدوان محتمل.
و أشار في شرحه أن "الردع قد استعمل لضمان استقرار العلاقات و تخفيف شدة التوتر السياسي كما حصل بين المعسكرين الشرق و الغرب خلال الحرب الباردة", وهو يستعمل, مثلما قال, "حسبما تقتضيه تطورات الصراع, كما يتم العمل به في الهجوم الاستباقي لمكافحة ظاهرة الإرهاب".
و يرى من جانبه مدير جامعة أحمد درايعية بأدرار, البروفيسور محمد الأمين بن عمر, أن "التهديدات في الوقت المعاصر أخذت توظف آليات و أدوات "خطيرة" تستهدف المساس بوحدة و استقرار الشعوب, ومن بينها التشكيك في مقوماتها وهويتها الوطنية لتسهيل اختراقها و الهيمنة عليها".
و في خضم هذه المعطيات و الحقائق, فإنه يقع على عاتق الجامعيين و النخب المثقفة بالدرجة الأولى "بلورة استراتيجية وطنية شاملة و واضحة المعالم للتصدي لهذه التحديات والمخاطر", استنادا للسيد بن عمر.
و أفاد أن هذا الملتقى الأكاديمي يبحث ضمن مقاربات علمية سبل مواجهة التهديدات و الأخطار التي تواجه وجود و استقرار المجتمعات و الدول المعاصرة, سيما و أن تلك التهديدات,كما أضاف, غالبا ما تكون خفية.
و بدوره أشار البروفسور مشاور صيفي, من ذات المؤسسة الجامعية, أن الجزائر لا تسعى للهيمنة في محيطها الإقليمي, مشيرا إلى أنها "تعتمد على الاستعداد الدائم و استباق التهديدات المحتملة".
و يأتي هذا اللقاء الأكاديمي ليبرز ما تشهده العلاقات الدولية عبر العالم من تجاذبات إقليمية ودولية التي ألقت بظلالها على المشهد السياسي الدولي ورهنت واقع ومستقبل العلاقات بين الدول, مما يستدعي رفع درجة اليقظة والتأهب لحماية مصالح كل دولة, حسب المنظمين.