احتفى أمس قسم اللغة العربية والأدب العربي التابع لكلية الآداب والفنون بجامعة وهران (1) أحمد بن بلة باليوم العالمي للغة العربية والمصادف لـ 18 ديسمبر من كل سنة ، وهذا من خلال تنشيط ندوة علمية حول " اللغة العربية والممارسات اللغوية في الجزائر " وهذا بالتنسيق مع مختبر اللسانيات وتحليل الخطاب ، وعرفت الندوة مشاركة نخبة من الأساتذة والدكاترة والباحثين في حقل اللغة الضاد وعلومها ، كما ساهم ما يزيد عن 20 طالب في تكوين الدكتورة في إثراء هذا السرح الفكري المعرفي .
و أشرف على افتتاح أشغال هذه الندوة الأستاذ صحراوي توفيق نائب المدير للبحث العلمي بالنيابة عن مدير الجامعة والذي أبرز أهمية اللغة الأم للأمة الجزائرية ونوه إلى ضرورة عودة الكتاتيب التي كان يتخرج منها الطفل صاحب الـ 6 سنوات وهو في رصيده اللغوي أزيد من 50 ألف مفردة لغوية سابقا أما الآن مع غياب ونقص دور الكتاتيب فقد أصبح طفل السنة أولى ابتدائي يحوز اليوم على ما يقارب الـ 1000 مفردة فقط ، الأمر الذي وجب على تضافر جهود الجميع لوضع حل وتنشيط دور الكتاتيب التي كانت تنشط في المساجد وتختص بتدريس البراعم الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ 3 و الـ 7 سنوات وهذا لإثراء رصيدهم اللغوي .
لتوجه الكلمة للدكتور عرابي أمحمد عميد كلية الآداب والفنون والذي أعرب عن امتنانه الكبير للدور الذي يلعبه أساتذة قسم الأدب العربي في تنشيط وتطوير اللغة الضاد خاصة لمجابهة الرهانات والتي تفرض نفسها رغم التغيرات التي يشهدها العالم في ظل الرقمنة وعلى هامش الندوة أكد لنا حرص الجامعة على تطوير اللغة العربية التي تعد جزء من الواقع الاقتصادي ، وأكد الفضل في سرعة انتشارها يعود للوعاء الذي يحتويها وهو القران الكريم .
ومن تم ألقى مدير المختبر الأستاذ بن عيسى عبد الحليم كلمة موضحا من خلالها أهم المعالم التي توضح المساحة التي تشغرها لغة الضاد في علم اللغات واللسانية وبناء الأمم ، حيث قال : " اللغة العربية هي قاطرة المجتمع ، وقوته وحضارته وتاريخه ، ورقيه من رقي اللغة ، فتصبح اللغة ضمن الممارسات التي تنتج الأفكار والمعارف لما يطرح للبشرية أفاق المواطنين ، والغايات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية "
وقد تخلل الندوة جلستان الأولى نشطها نخبة من الأساتذة والذي عالجوا عدة مواضيع نذكر منها : رقمنة اللغة العربية في الجزائر ، اللغة العربية وممارساتها في الخطاب اللغوي في الجزائر ، اللغة العربية في الفضاء التعليمي ، إشكالية تلقي النحو في الجامعة الجزائرية .... ، لتخصص الجلسة الثانية لتلاوة ايات من الذكر الحكيم تلاهى على مسامعنا ثلة من حفظة القران الكريم ، ومن تم فتح المجال أمام المناظرات والقراءات الشعرية والخواطر ...
وللإشارة فقد أقرت منظمة الأمم المتحدة يوم 18 ديسمبر 1973 من بين اللغات الرسمية، وقد أخذت منظمة اليونسكو يوما أطلقت عليه "دور اللغة العربية ومساهمتها في الثقافة الإنسانية العالمية "، واللغة العربية يتحدث بها أزيد من 500 مليون متحدث .