أكد الدكتور يوسف بوخاري رئيس مصلحة الوقاية على مستوى مديرية الصحة، بأنه لا يمكن الآن الحديث، عن موجة خامسة من عدمها، لعدم توفر أي معطيات علمية ولا بحثية قد تؤكد أو تنفي ذلك، وما هو ظاهر الآن هو تراجع هام لفيروس “أوميكرون” دون ظهور فيروسات أخرى جديدة.
غير أن التراخي وإهمال التدابير الوقائية، قد يرفع عدد الحالات في أي وقت، وبما أن علم الفيروسات يقوم على الاحتمالات، فإن الجهل بالمعطيات العلمية التي تخص هذا الوباء الجديد، لا يمكن أن يمنحنا فرصة للتوقع أكثر من معرفة تطور عدد الحالات في كل موجة جديدة، والذي أصبح يتكرر بنفس المعطيات تقريبا، فالأمر عمل علمي بحث يحتاج إلى بحوث ودراسات، ولا يمكن الجزم فيه والتصريح بمعلومات، هي مجرد توقعات، فلا يمكن الآن التأكيد على اختفاء الفيروس تماما، مع تراجع حالاته الآن ولا ضعفه ما دام معروف أن نقطة قوته هي سرعة انتشاره، وهذا ينطبق أكثر على الفيروسات الجديدة، وفي مقدمتها فيروس “أوميكرون”، وبالتالي صرح الدكتور بوخاري يوسف، بأنه وحتى في حال وصلنا لتسجيل صفر حالة من متحور “أوميكرون” لا يمكن التأكيد على عدم ظهور موجة جديدة بمتحورات أخرى، لأن ظهورها أصلا غير مفسر إلى الآن بحقائق علمية ثابتة، وبالتالي لا يمكن الجزم بعدم ظهور موجات أخرى، وما هو مؤكد وعلمي أن الحذر واجب، إذ يستمر تراجع إصابات المتحوّر “أوميكرون”، بعد وتيرة انتشار سريعة خلال الأسابيع الماضية، الأمر الذي قلص مخاوف العدوى بين المواطنين، حيث أن مثل هذه الفيروسات غالبا ما تضعف وتزول تدريجيا، إلا أنه لا يمكن الجزم بأن متحور “أوميكرون” سيواصل التراجع لأن الفيروس جديد حسب المختصين، ولا أدلة علمية لديهم عن تطوره، وبالتالي فإن التراخي وإهمال التدابير الوقائية، خطأ قد يوصلنا لإعادة رفع عدد الإصابات من جديد، فرغم أنّ الوضعية الوبائية في حالة تراجع مستمر، بدليل الأرقام التي تقدّمها مديرية الصحة، والمتعلقة بعدد المصابين بالفيروس خاصة منهم، الذين يدخلون المستشفيات أنّ الكثير من المواطنين حاملون إيجابيون للفيروس، دون أن تظهر عليهم أعراض، وبعضهم يقوم باتباع العلاج بالمنزل والكثير منهم لا يواظب على الحجر المنزلي كما يجب، وفترة تحسن الوضعية الصحية، أصبح معروفا أنها أحسن الفترات التي تظهر فيها موجات جديدة لتراجع الوقاية، غير أن المؤشرات الحالية جميعها إيجابية مع تواصل تسجيل تقلص في عدد الحالات ومن الواجب علينا الحفاظ على ذلك، وكذا مع قرب اختفاء فيروس “دالتا” الذي ضعف تدريجيا، وما عرفه يمكن أن ينطبق على فيروس “أوميكرون”، إلا في حال حدوث طفرات أخرى، وبذلك فإن التخوف من فيروسات أخرى بعد “أوميكرون” أمر قائم، ويمكن حتى مع تسجيل تراجع إلى الصفر في عدد الحالات أن يظهر متحور آخر جديد، قد يعيدنا إلى نقطة البداية، على أمل أن لا تكون هناك موجات أخرى بفيروسات خطيرة مثل فيروس “دالتا” الذي تسبب في وفاة المئات عكس موجة “أوميكرون” الذي نتج عنه إصابة الآلاف، بينما لم يتسبب في وفاة الكثيرين ومع تسجيل هذا التراجع في عدد الحالات أصبح الوضع الصحي أحسن اليوم.