نجح الفريق الطبي بمصلحة الجراحة الصدرية بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر 54بوهران في استعمال تقنية طفيفة التوغل بالمنظار (تنظيرُ الصدر) (Thoracoscopie) واجراء عملية جراحية دقيقة والأولى من نوعها لاستئصال الغدة الزعترية المتورمة (تضخم)، حيث اتسمت بالنجاح.
هذه العملية التي أشرف عليها البروفيسور قاسمي رشيد رئيس ذات المصلحة أجريت لفتاة تبلغ من العمر 32 سنة، من منطقة المشرية ولاية النعامة، كانت تعاني من تضخم غير طبيعي للغدة الزعترية وزيادة حجمها بدرجة غير متوقعة بالنسبة لعمر المريضة وحالتها السريرية، فيما كان يتم اجراء هذه العملية تقليديا بالفتح من خلال شق كامل لعظم القص على مستوى القفص الصدري
وفي ذات السياق صرح رئيس المصلحة أنه تم إخضاع المريضة لجميع الفحوصات الطبية اللازمة قبل العملية التي استمرت 60 دقيقة، وتمت بالتنسيق مع مصلحة الإنعاش والتخدير لذات المؤسسة، حيث تمت العملية بنجاح وستظل المريضة تحت الرعاية الصحية لمدة يومين قبل مغادرتها المستشفى مع ضرورة إجراء فحوصات طبية دورية كما سيتم إخضاع الغدة المستأصلة لتحليل أطباء التشريح النسيجي .
وعن هذه التقنية صرح البروفيسور قاسمي رشيد قائلا: "هذه التقنية تسمح بالتوغل إلى مكان الغدة الزعترية المتضخمة، التي تقع مباشرة خلف عظمة الصدر (عظمة القص) من مستوى القلب لتمتد قليلا إلى فتحة العنق، من أجل استئصالها عن طريق إحداث ثلاث ثقوب على مستوى الصدر فقط وهذا النوع يعتبر الاول من نوعه على المستوى الوطني".
ويضيف ذات المتحدث قائلا: "ان استئصال الغدة الزعترية، يجرى غالبا في حالات تضخم الغدة أو الأورام السرطانية، وأحيانًا بسبب أمراض مناعية مثل الوهن العضلي الوبيل (Myasthénie grave). وأشار إلى أن معظم الحالات يتم تحويلها عادة من كل من مصلحة أمراض الأعصاب أو مصلحة الغدد الصماء، حيث يُعاني البعض منهم من الوهن العضلي والتعب والإرهاق وضعف سريع في العضلات الإرادية بسبب اضطراب الاتصال بين العضلات والأعصاب، مع تأثر النساء بشكل أكبر بين الفئات العمرية 20-60 عامًا، ونسبة الشفاء بعد الاستئصال تصل إلى 50بالمائة.
مضيفا أن مصلحة الجراحة الصدرية قد بدأت باستخدام تقنية المنظار لاستئصال الغدة الزعترية منذ نوفمبر الماضي، حيث تم إجراء عمليات ناجحة لفتاة تبلغ من العمر 36 سنة تنحدر من ولاية مستغانم تعاني من تورم في الغدة الزعترية والوهن العضلي، ورجل في الـ 61 من عمره يعاني من تورم في نفس الغدة، مؤكدًا استعداد المصلحة الكامل بفضل الكوادر الطبية والإمكانات المتاحة لتقديم الرعاية الشاملة لهذه الفئة من المرضى.