الدكتور احمد شلابي امام استاذ رئيسي بمسجد الرحمان

جوائز رمضان " إستجابة الدعاء "الجزء 1

رمضانيات
ها هو رمضان قد انقضى صدره ، ويوشك أن يكتمل بدره، والمرحوم من شهد فيه مراحم الرحمات، والمحروم من حرم فيض النفحات ، ولا تزال جوائزه معروضة في ليله ونهاره ،وساعاته وأنفاسه ومن أجلها؛ استجابة الدعوات ، يقول مطرف ابن عبد الله : " تفكرت في جماع الخير فإذا الخير كثير ، صيام وصلاة وغيرها ، وكل ذلك بيد الله وأنت لا تقدر على ما في يد الله إلا أن تسأله فيعطيك فإذا جماع الخير الدعاء" ، فتأملوا رحمكم الله قوله إلا أن تسأله فيعطيك ، إنه الدعاء وما أدراك ما الدعاء، لب العبادة، ومقصودها الأعظم، وسمة العبودية وشعارها ، ورمضان ؛ زمانه ورفعه ،واستجابته : جائزة من جوائزه وحائزة من حوائزه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالدين ودعوة الصائم ودعوة المسافر " (رواه أبوداود والترمذي) وقال عليه الصلاة والسلام:" إن لله تبارك وتعالى عتقاء في كل يوم وليلة - يعني في رمضان- وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة"( رواه البزار) ، فالصيام من أسباب التقوى كما أن التقوى مظنة قبول الأعمال، ومن أفضلها الدعاء ، ورمضان شهر تفتح فيه أبواب السماء والدعاء من أفضل الكلم الطيب وأنفع العمل الصالح كما قال جل وعلا :" إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه "(سوره فاطر آية10) ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وفي رواية فتحت أبواب الرحمة وفي رواية تفتح فيه أبواب السماء وينادي منادي يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة "(رواه الترمذي والحاكم) ومن أراد ان يحصل جائز ة الشهر فيستجاب دعائه ويحقق رجاءه؛ ولا سبيل إلى ذلك إلا إذا عظمت رغبة العبد في دعائه اقتداء بالأنبياء والأصفياء الذين تدثروا بالدعاء ،ووصفوا به من ربهم في قوله :" إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبه ورهبا وكانوا لنا خاشعين " (سورة الأنبياء آية90) فالدعاء يكفيه أنه روضة القلب ، وجنة الدنيا فهو حقيقه العبادة وأعظم مشاهد التوحيد لله عز وجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء هو العباده ثم قرأ" وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين "(سورة غافر آية 60) (رواه الترمذي ) ، وهو أفضل ما يتقرب به العبد إلى ربه قال عليه الصلاة والسلام :" أفضل العبادة الدعاء" (رواه الحاكم) ويوجب معيه الله تعالى الخاصة لعبده التي تقتضي النصرة والإجابة والتوفيق لكل صالح من عمل وقول قال عليه الصلاة والسلام :"أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه اذا دعاني"(متفق عليه) والدعاء موجب لقرب المولى عز وجل من الداعي الذي يقتضي استجابة دعائه قال ربنا : "وإذا سالك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي اذا دعان "(سورة البقرة آية186) وترك الدعاء من جوالب غضب الله على العبد قال عليه الصلاة والسلام :" من لم يسأل الله يغضب عليه "(رواه البخاري في الأدب المفرد) ومن دعا ربه أغناه، وكفاه عن سؤال الناس قال عليه الصلاة والسلام :"من نزلت به فاقة - أي حاجة شديدة- فأنزلها بالناس لم تسد فاقته ومن نزلت به فاقه فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل" (رواه ابو داوود والترمذي) ، ومن تدثر بالدعاء أكرمه الكريم بالكرم :"ليس شيء أكرم على الله تعالى من الدعاء" (رواه الترمذي) ، "...يتبع

يرجى كتابة : تعليقك